الإمام الحافظ، البارع الثقة، أبو الوليد، عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر القرطبي، ابن الفرضي، مصنف "تاريخ الاندلسيين".
أخذ عن: أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وعبد الله بن قاسم، وعباس ابن أصبغ، وخلف بن القاسم، وخلق. وحج، فحمل عن: أبي بكر أحمد بن محمد بن المهندس، ويوسف بن الدخيل، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبي محمد بن أبي زيد، وأحمد بن رحمون، وأمد بن نصر الداوودي.
وله تأليف في "أخبار شعراء الأندلس" ومصنف في "المؤتلف والمختلف، وفي "مشتبه النسبة".
حدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وقال: كان فقيهًا حافظًا، عالمًا في جميع فنون العلم في الحديث والفرجال، أخذت معه عن أكثر شوخي، و كان حسن الصحبة والمعاشرة، قتلته البربر، وبقي ملقى في داره ثلاثة أيام.
وقال أبو مروان بن حيان، وممن قتل يوم أخذ يوم قربطة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي، وورى متغيرًا من غير غسلن ولا كفن، ولا صلاة، ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتنان في العلوم، والأدب البارع، ولد سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة، وحج سنة اثنتين وثمانين، وجمع من الكتب أكثر ما يجمعه أحد في علماء البلد، وتقلد قراءة الكتب بعهد العامرية، واستقضاه محمد المهدي ببلنسية، وكان حسن البلاغة والخط.
قال الحميدي: حدثنا علي بن أحمد الحافظ، أخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة، وسألت الله -تعالى- الشهادة، ثم فكرت في هول القتل، فندمت، وهممت أن أرجع، فأستقبل الله ذلك، فاستحييت. قال الحافظ على: فأخبرني من رآه بين القتلى،
(١) ترجمته في الصلة لابن بشكوال "١/ ٢٥١ "، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٣/ ١٠٥"، والعبر "٣/ ٨٥"، وتذكرة الحفاظ "٣/ ترجمة ٩٨١"، وشذرات الذهب لابن العماد "٣/ ١٦٨".