للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٤٤ - أخوه السلطان شهاب الدين (١):

أبو المظفر محمد بن سام. قتلته الباطنية في شعبان سنة اثنتين وست مائة.

قال ابن الأثير: قتل صاحب الهند شهاب الدين بمخيمه بعد عوده من لهاوور، وذلك أن نفرًا من الكفار الكوكرية لزموا عسكره ليغتالوه، لما فعل بهم من القتل والسبي، فتفرق خواصه عنه ليلةً، وكان معه من الخزائن ما لا يوصف؛ لينفقها في العساكر لغزو الخطا، فثار به أولئك، فقتلوا من حرسه رجلًا، فثارت إليه الحرس عن مواقفهم، فخلا ما حول السرادق، فاغتنم أولئك الوقت، وهجموا عليه، فضربوه بسكاكينهم، ونجوا، ثم ظفر بهم، وقتلوا، وحفظ الوزير والأمراء والأموال، وصيروا السلطان في محفة، وداروا حولها بالحشم والصناجق، وكانت خزائنه على ألفي جمل ومائةين، فقدموا كرمان، فخرج إليهم الأمير تاج الدين إلدز، فشق ثيابه، وبكى، وكان يومًا مشهودًا، وتطلع تاج الدين إلى السلطنة، ودفن شهاب الدين بتربة له بغزنة، وكان بطلًا شجاعًا مهيبًا جيد السيرة، يحكم بالشرع.

بلغنا أن فخر الدين الرازي وعظ مرةً عنده، فقال: يا سلطان العالم، لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى، ﴿وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ [غافر]. قال: فانتحب السلطان بالبكاء.

وكان شافعيًا كأخيه. وقيل: كان حنفيًا.

٥٣٤٥ - ابن القصاب (٢):

الوزير الكبير، مؤيد الدين، أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد ابن القصاب، البغدادي.

من رجال الدهر شهامةً، وهيبةً، وحزمًا، وغورًا، ودهاءً، مع النظم والنثر والبلاغة.

ناب في الوزارة، وخدم في ديوان الإنشاء، وسار في العساكر، فافتتح همذان وأصبهان، وحاصر الري، ورجع، فولي الوزارة، وسار في جيش عظيم إلى همذان، فجاءه الموت في شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة، وقد جاوز سبعين سنةً. وكان أبوه قصابًا عجميًا بسوق الثلاثاء، ثم نبشه خوارزمشاه من قبره، وقطع به، وطاف به على رمح بخراسان.


(١) ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ١٩١"، وشذرات الذهب "٥/ ٧ - ٨".
(٢) ترجمته في النجوم الزاهرة "٦/ ١٣٩"، وشذرات الذهب لابن العماد "٤/ ٣١١".

<<  <  ج: ص:  >  >>