عبيد الله أبو محمد، أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا بالرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية، وبثوا الدعاة، يستغوون الجبلية والجهلة.
وادعى هذا المدبر، أنه فاطمي من ذرية جعفر الصادق فقال: أنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد.
وقيل: بل قال: أنا عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق.
وقيل: لم يكن اسمه عبيد الله، بل إنما هو سعيد بن أحمد.
وقيل: سعيد بن الحسين.
وقيل: كان أبوه يهوديًا.
وقيل: من أولاد ديصان الذي ألف في الزندقة.
وقيل: لما رأى اليسع صاحب سجلماسة الغلبة، دخل فذبح المهدي. فدخل أبو عبد الله الشيعي، فرآه قتيلًا، وعنده خادم له، فأبرز الخادم، وقال للناس: هذا إمامكم.
والمحققون على أنه دعي بحيث إن المعز منهم لما سأله السيد ابن طباطبا عن نسبه، قال: غدًا أخرجه لك، ثم أصبح وقد ألقى عرمة من الذهب، ثم جذب نصف سيفه من غمده. فقال: هذا نسبي، وأمرهم بنهب الذهب، وقال: هذا حسبي.
وقد صنف ابن الباقلاني وغيره من الأئمة في هتك مقالات العبيدية، وبطلان نسبهم.
فهذا نسبهم، وهذه نحلتهم. وقد سقت في حوادث تاريخنا من أحوال هؤلاء وأخبارهم في تفاريق السنين عجائب.
(١) ترجمته في وفيات الأعيان "٣/ ترجمة ٣٥٧"، والعبر "٢/ ١٩٣"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٣/ ٢٤٦"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٢/ ٢٩٤".