للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٧٥ - العماد (١):

الشيخ الإمام العالم الزاهد القدوة الفقيه بركة الوقت عماد الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الجماعيلي، نزيل سفح قاسيون، وأخو الحافظ عبد الغني.

ولد بجماعيل، سنة (٥٤٣). وهاجروا به سنة إحدى وخمسين، وله ثمان سنين.

وسمع من: أبي المكارم بن هلال، وسلمان بن علي الرحبي، وأبي المعالي بن صابر، وارتحل فسمع من: صالح ابن الرخلة، وأبي محمد ابن الخشاب، وشهدة، وعبد الحق، وعدة، وبالموصل من أبي الفضل الخطيب. وتفقه ببغداد على: ابن المني، وتبصر في مذهب أحمد.

حدث عنه البرزالي، والضياء، وابن خليل، والمنذري، والقوصي، وابن عبد الدائم، والتاج عبد الوهاب ابن زين الأمناء، وولده القاضي شمس الدين محمد ابن العماد، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والفخر علي والشمس محمد ابن الكمال، وعدة.

قال الشيخ الضياء: كان ليس بالآدم كثيرًا، ولا بالطويل، ولا بالقصير، واسع الجبهة، معروق الجبين، أشهل العين، قائم الأنف، يقص شعره، وكان في بصره ضعف. سافر إلى بغداد مرتين، وحفظ القرآن، و"غريب" العزيري -فيما قيل- وحفظ الخرقي، وألقى الدرس من "التفسير"، ومن "الهداية"، واشتغل في الخلاف، شاهدته يناظر غير مرة. وكان عالمًا بالقراءات والنحو والفرائض، قرأ بالروايات على أبي الحسن بن عساكر البطائحي، وأقرأ بها، وصنف "الفروق في المسائل الفقهية"، وصنف كتابًا في الأحكام لم يتمه، ولا كان يتفرغ للتصنيف من كثرة اشتغاله وإشغاله. أقام بحران مدة فانتفعوا به، وكان يشغل الجبل إذا كان الشيخ موفق الدين بالمدينة، فإذا صعد الموفق، نزل هو وأشغل، فسمعت الشيخ الموفق يقول: ما نقدر نعمل مثل العماد، كان يتألف الناس، وربما كرر على الطالب من سحر إلى الفجر.

قال الضياء: وكان يجلس في جامع البلد من الفجر إلى العشاء، ولا يخرج إلَّا لحاجة،


(١) ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ٢٢٠"، وشذرات الذهب لابن العماد "٥/ ٥٣، ٥٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>