ابن الحجاج المروزي الإمام، شيخ الإسلام، أبو عبد الله الحافظ.
مولده ببغداد، في سنة اثنتين ومائتين، ومنشؤه بنيسابور، ومسكنه سمرقند. كان أبوه مروزيا، ولم يرفع لنا في نسبه.
ذكره الحاكم، فقال: إمام عصره بلا مدافعة في الحديث.
سمع بخراسان من: يحيى بن يحيى التميمي، وأبي خالد يزيد بن صالح، وعمر بن زرارة، وصدقة بن الفضل المروزي، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر. وبالري: محمد ابن مهران الحمال، ومحمد بن مقاتل ومحمد بن حميد، وطائفة. وببغداد: محمد بن بكار ابن الريان، وعبيد الله بن عمر القواريري، والطبقة. وبالبصرة: شيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وعدة. وبالكوفة: محمد بن عبد الله بن نمير، وهناد، وابن أبي شيبة، وطائفة. وبالمدينة: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وطائفة. وبالشام: هشام بن عمار، ودحيمًا.
قلت: وبمصر من: يونس الصدفي، والربيع المرادي، وأبي إسماعيل المزني، وأخذ عنه كتب الشافعي ضبطًا وتفقهًا. وكتب الكثير، وبرع في علوم الإسلام، وكان إمامًا مجتهدًا علامة، من أعلم أهل زمانه باختلاف الصحابة والتابعين، قل أن ترى العيون مثله.
قال أبو بكر الخطيب: حدث عن: عبدان بن عثمان. ثم سمى جماعة، وقال: كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام.
قلت: يقال: إنه كان أعلم الأئمة باختلاف العلماء على الإطلاق.
حدث عنه: أبو العباس السراج، ومحمد بن المنذر شَكَّر، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وولده إسماعيل ابن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السمرقندي، وخلق سواهم.
قال أبو بكر الصيرفي من الشافعية: لو لم يصنف ابن نصر إلَّا كتاب: "القسامة" لكان من أفقه الناس.
(١) ترجمته في تاريخ بغداد "٣/ ٣١٥"، والمنتظم لابن الجوزي "٦/ ٦٣"، وتذكرة الحفاظ "٢/ ترجمة ٦٧٤" والعبر "٢/ ٩٩"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "٥/ ١١١"، وتهذيب التهذيب "٩/ ٤٨٩"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٣/ ١٦١"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٢/ ٢١٦".