حضرت مجلس أحمد بن صالح، فقال: حرج على كل مبتدعٍ وماجن أن يحضر مجلسي.
فقلت: أما الماجن فأنا هو -وكان يقال له: صالح الماجن -قد حضر مجلسك.
ثم إن الحاكم مد النفس في ترجمة صالح بالغرائب والسؤالات، وحدث عن جماعة كثيرة سمعوا من صالح بن محمد، آخرهم وفاة أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر، بقي إلى سنة نيف وسبعين وثلاث مائة ببخارى، وكانت وفاة صالح في ذي الحجة، لثمان بقين منه، سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وله تسع وثمانون سنة.
وفيها مات: عمر بن حفص السدوسي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبدان بن محمد الفقيه بمرو، وأبو بكر محمد بن جعفر بن أعين بمصر، وسليمان بن المعافى بن سليمان، توفي بالثغر، وداود بن الحسين.
قرأت على أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عمران، الفقيه سحنون بالثغر، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الصفراوي، سنة إحدى وثلاثين وست مائة، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أخبرنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، سنة إحدى وخمس مائة، أخبرنا عبد الصمد بن أبي نصر العاصمي ببخارى، أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد إملاء، حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي، حدثنا سريج بن يونس أبو الحارث، حدثنا سلم بن قتيبة، أخبرنا عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة ابن أنس، عن أنس بن مالك، قال:"كان النبي ﷺ إذا تكلم بالكلمة أعادها ثلاث مرات، لتفهم عنه". أخرجه البخاري (١).
أخبرنا عيسى بن أبي محمد، أخبرنا جعفر، أخبرنا السلفي، أخبرنا المبارك بن الطيوري، سمعت الصوري، سمعت أبا بكر ابن نوح، سمعت أبا أحمد العسال، سمعت صالحًا جزرة يقول: يحتاج المحدث أن يكتب مائة ألف ومائة ألف -فلم يزل يقول: ومائة ألف ويرفع رأسه إلى فوق، حتى كادت قلنسوته أن تسقط- حديث بعلو، ومائة ألف ومائة ألف -وجعل يخفض رأسه حتى عادت القلنسوة- حديث بنزول، حتى يقال: إنه صاحب حديث.