قال فأخبرني عن الروم قال أسد في حصونهم عقبان على خيولهم نساء في مراكبهم إن رأوا فرصة انتهزوها وإن رأوا غلبة فأوعال تذهب في الجبال لا يرون الهزيمة عاراً قال فالبربر قال هم أشبه العجم بالعرب لقاءً ونجدةً وصبراً وفروسيةً غير أنهم أغدر الناس قال فأهل الأندلس قال ملوك مترفون وفرسان لا يجبنون قال فالفرنج قال هناك العدد والجلد والشدة والبأس قال فكيف كانت الحرب بينك وبينهم قال أما هذا فوالله ما هزمت لي راية قط ولا بدد لي جمع ولا نكب المسلمون معي منذ اقتحمت الأربعين إلى أن بلغت الثمانين ولقد بعثت إلى الوليد بتور زبرجد كان يجعل فيه اللبن حتى ترى فيه الشعرة البيضاء ثم أخذ يعدد ما أصاب من الجوهر والزبرجد حتى تحير سليمان.
وقيل إن مروان لما قرر ولده عبد العزيز على مصر جعل عنده موسى ابن نصير ثم كان موسى مع بشر بن مروان وزيراً بالعراق.
قال الفسوي كان ذا حزم وتدبير افتتح بلاداً كثيرة وولي إفريقية سنة تسع وسبعين.
وقيل إنه قال مرة والله لو انقاد الناس لي لقدتهم حتى أوقفهم على رومية ثم ليفتحنها الله على يدي.
وقيل جلس الوليد على منبره يوم الجمعة فأتى موسى وقد ألبس ثلاثين من الملوك التيجان والثياب الفاخرة ودخل بهم المسجد وأوقفهم تحت المنبر فحمد الوليد الله وشكره.
وقد حج موسى مع سليمان فمات بالمدينة. وقال مرة يا أمير المؤمنين لقد كانت الألف شاة تباع بمئة درهم وتباع الناقة بعشرة دراهم وتمر الناس بالبقر فلا يلتفتون إليها ولقد رأيت العلج الشاطر وزوجته وأولاده يباعون بخمسين درهم.
وكان فتح إقليم الأندلس في رمضان سنة اثنتين وتسعين على يد.
٥٦٤ - طارق (٣٣٠)
مولى موسى بن نصير وكان أميراً على طنجة بأقصى المغرب فبلغه اختلاف الفرنج واقتتالهم وكاتبه صاحب الجزيرة الخضراء ليمده على عدوه فبادر طارق وعدى في جنده وهزم الفرنج وافتتح قرطبة وقتل صاحبها لذريق وكتب بالنصر إلى مولاه فحسده على