ولي بعد أبيه وله عشرون سنة فكانت دولته ثنتي عشرة سنة.
وكان بطلًا شجاعًا جوادًا مبذرًا مسرفًا على نفسه.
روى علي بن محمد الماذرائي عن عم أبيه قال: تنزه خمارويه بعذراء فغناه المغني فطرب فأمر له بمائة ألف دينار فكلمه خازنه في ذلك فقال: كيف أرجع عما قلت لكن عجل له مائة ألف درهم، وفرق ما تبقي وابسطه له.
وروى الماذرائي عن أبيه قال: كنا مع أبي الجيش خمارويه على نهر ثورا فأتاه أعرابي فأخذ بلجامه، وقال: اسمع: لي قال: قل قال:
إن السنان وحد السيف لو نطقا … لحدثا عنك بين الناس بالعجب
أتلفت مالك تعطيه وتنهبه … يا آفة الفضة البيضاء والذهب
فأعطاه خمس مائة دينار فقال: أيها الملك زدني فقال: للغلمان اطرحوا له سيوفكم ومناطقكم.
وقد ملك من النوبة إلى الفرات.
ولما استخلف المعتضد سارع خمارويه بالتحف إليه فتزوج المعتضد بابنته قيل: أراد أن يفقره بجهازها.
يقال: قتله مماليكه للفاحشة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين بدير مران ثم ضربت رقابهم.
(١) ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "٥/ ١٥٥"، والعبر "٢/ ٤٧ و ٥٥ و ٦٦"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٢/ ترجمة ٢٢١"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٣/ ٤٩"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٢/ ١٧٨".