وقال رجاء بن حيوة إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم ابن عمر فإنا نفخر عليهم بعابدنا ابن محيريز قال وكان ابن محيريز صموتاً معتزلاً في بيته.
وقيل كان ابن محيريز من أحرص شيء أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
وقيل إنه رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبة خز فقال أتلبس الخز قال إنما ألبس لهؤلاء وأشار إلى الخليفة فغضب وقال ما ينبغي أن يعدل خوفك من الله بأحد من خلقه.
وعن الأوزاعي قال من كان مقتدياً فليقتد بمثل ابن محيريز إن الله لم يكن ليضل أمة فيها ابن محيريز.
قال يحيى السيباني قال لنا ابن محيريز إني أحدثكم فلا تقولوا حدثنا ابن محيريز إني أخشى أن يصرعني ذلك القول مصرعاً يسوؤني.
وقال عبد الواحد بن موسى سمعت ابن محيريز يقول اللهم إني أسألك ذكراً خاملاً. وعن رجاء بن حيوة قال بقاء ابن محيريز أمان للناس مات في دولة الوليد.
٥٦٣ - موسى بن نصير (٣٢٩)
الأمير الكبير أبو عبد الرحمن اللخمي متولي إقليم المغرب وفاتح الأندلس قيل كان مولى امرأة من لخم وقيل ولاؤه لبني أمية وكان أعرج مهيباً ذا رأي وحزم.
يروي عن تميم الداري. حدث عنه ولده عبد العزيز ويزيد بن مسروق.
ولي غزو البحر لمعاوية فغزا قبرس وبنى هناك حصوناً وقد استعمل على أقصى المغرب مولاه طارقاً فبادر وافتتح الأندلس ولحقه موسى فتمم فتحها وجرت له عجائب هائلة وعمل مع الروم مصافاً مشهوداً ولما هم المسلمون بالهزيمة كشف موسى سرادقه عن بناته وحرمه وبرز ورفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء فكسرت بين يديه جفون السيوف وصدقوا اللقاء ونزل النصر وغنموا ما لا يعبر عنه من ذلك مائدة
(٣٢٩) ترجمته في وفيات الأعيان (٥/ترجمة ٧٤٨)، تاريخ الإسلام (٤/ ٥٨)، العبر (١/ ١١٦)، شذرات الذهب (١/ ١١٢).