(٢) صحيح: أخرجه أحمد "٦/ ٢٧ - ٢٨"، ومن طريقه أخرجه أبو داود "٢٧١٩" و"٢٧٢٠"، حدَّثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني صفوان عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة من المسلمين في غزوة مؤتة، ووافقني مددي من اليمن، ليس معه غير سيفه، فنحر رجل من المسلمين جزورًا، فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه إياه، فاتخذه كهيئة الدرق، ومضَيْنَا فلقينا جمع الروم، وفيهم رجل على فرسٍ له أشقر، عليه سرج مذهب، فجعل الرومي يغري بالمسلمين، وقعد له المددي خلف صخرة، فمرَّ به الرومي، فعقرب فرسه، فخَرَّ فقتله، وحاز فرسه وسلاحه، فلما فتح الله للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد فأخذ منه السلب، قال عوف: فأتيته فقلت: يا خالد، أما علمت أنَّ رسول الله ﷺ قضى بالسلب للقاتل، قال: بلى، ولكني استكثرته، قلت: لتردنَّه إليه أو لأعرفنكها عند رسول الله ﷺ، وأبى أن يردَّ عليه، قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله ﷺ، وقصصت عليه قصة المددي وما فعله خالد، فقال رسول الله ﷺ: "يا خالد، ما حملك على ما صنعت"؟ قال: يا رسول الله، استكثرته، فقال رسول الله ﷺ: "يا خالد، ردَّ عليه ما أخذت منه"، قال عوف: فقال: دونك يا خالد، لم أف لك، فقال رسول الله ﷺ: "وما ذاك"؟ فأخبرته، فغضب رسول الله ﷺ وقال: "يا خالد، لا ترده عليه، هل أنتم تاركو لي أمراء لي، لكم صفوة أمرهم، وعليهم كدره". قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، والوليد بن مسلم مدلس، يدلس تدليس التسوية، لكنه قد صرَّح بالتحديث، فأَمِنَّا شر تدليسه.