الحصار وعرض أهلها الفدية فأبى مسلمة إلا أن يفتحها عنوة قالوا فابعث إلينا أليون فإنه منا ويفهم كلامنا فبعثه فغدر وقال إن ملكتموني أمنتم فملكوه فخرج وقال قد أجابوني أن يفتحوها لكن لا يفتحونها حتى تتنحى عنهم قال أخشى غدرك فحلف له أن يدفع إليه كل ما فيها من سبي ومال فانتقل مسلمة ودخل أليون لعنه الله فلبس التاج وأمر بنقل العلوفات من خارج فملأوا الأهراء وجاء الصريخ إلى مسلمة فكبر بالجيش فأدرك شيئاً من العلوفات فغلقوا الأبواب دونه فبعث إلى أليون يناشده عهده فأرسل إليه أليون يقول ملك الروم لا يباع بالوفاء.
ونزل مسلمة بفنائها ثلاثين شهراً حتى أكل الناس في المعسكر الميتة والعذرة من الجوع هذا وفي وسط المعسكر عرمة حنطة مثل الجبل يغبطون بها الروم.
قال محمد بن زياد الألهاني غزونا القسطنطينية فجعنا حتى هلك ناس كثير فإن كان الرجل يخرج إلى قضاء الحاجة والآخر ينظر إليه فإذا قام أقبل ذاك على رجيعه فأكله وإن كان الرجل ليذهب إلى الحاجة فيؤخذ ويذبح ويؤكل وإن الأهراء من الطعام كالتلال لا نصل إليها نكايد بها أهل القسطنطينية.
فلما استخلف عمر بن عبد العزيز أذن لهم في الترحل عنها.
٥٦٥ - يزيد بن المهلب (٣٣١)
ابن أبي صفرة الأمير أبو خالد الأزدي ولي المشرق بعد أبيه ثم ولي البصرة لسليمان بن عبد الملك ثم عزله عمر بن عبد العزيز بعدي بن أرطاة وطلبه عمر وسجنه.
روى عنه ابنه عبد الرحمن وأبو إسحاق السبيعي مولده زمن معاوية سنة ثلاث وخمسين وكان الحجاج قد عزله وعذبه فسأله أن يخفف عنه الضرب على أن يعطيه كل يوم مئة ألف درهم فقصده الأخطل ومدحه فأعطاه مئة ألف فعجب الحجاج من جوده في تلك الحال وعفا عنه واعتقله ثم هرب من حبسه.
وله أخبار في السخاء والشجاعة وكان الحجاج مزوجاً بأخته وكان يدعو اللهم إن كان آل المهلب براء فلا تسلطني عليهم ونجهم.
(٣٣١) ترجمته في تاريخ الإسلام (٤/ ٢١٥)، العبر (١/ ١٢٤)، شذرات الذهب (١/ ١٢٤).