أمير المؤمنين القائم بأمر الله أبو جعفر عبد الله بن القادر بالله أحمد ابن الأمير إسحاق بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد العباسي البغدادي.
مولده في سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة.
وأمه أرمنية تسمى بدر الدجى، وقيل: قطر الندى. وقد مر ذكره استطرادًا بعد العشرين والثلاث مائة وأنه كان جميلًا وسيمًا أبيض بحمرة ذا دين وخير وبر وعلم وعدل بويع سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة وأنه نكب سنة خمسين في كائنة البساسيري ففر إلى البرية في ذمام أمير للعرب ثم عاد إلى خلافته بعد عام بهمة السلطان طغرلبك وأزيلت خطبة خليفة مصر المستنصر بالله من العراق وقتل البساسيري. ولما أن فر القائم إلى البرية رفع قصةً إلى رب العالمين مستعديًا على من ظلمه ونفذ بها إلى البيت الحرام فنفعت وأخذ الله بيده ورده إلى مقر عزه. فكذلك ينبغي لكل من قهر وبغي عليه أن يستغيث بالله تعالى وإن صبر وغفر فإن في الله كفايةً ووقايةً.
وكان أبيض وسيمًا، عالمًا مهيبًا فيه دين وعدل. ظهر عليه ماشرا، فافتصد ونام فانفجر فصاده، وخرج دم كثير، وضعف، وخارت قواه.
وكان ذا حظ من تعبد وصيام وتهجد، لما أن أعيد إلى خلافته قيل: إنه لم يسترد شيئًا مما نهب من قصره، ولا عاقب من آذاه، واحتسب وصبر. وكان تاركًا للملاهي، ﵀ وكانت خلافته خمسًا وأربعين سنة.
وغسله شيخ الحنابلة أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي.
وعاش ستًا وسبعين سنة، وبويع بعده ابن ابنه المقتدي بالله.
(١) ترجمته في تاريخ بغداد "٩/ ٣٩٩"، والمنتظم لابن الجوزي "٨/ ٥٧"، وتاريخ ابن خلدون "٣/ ٤٤٧"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ٤ - ١١".