للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥٢٠٠ - المستضيء بأمر الله]

الخليفة أبو محمد الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي محمد بن المستظهر أحمد بن المقتدي الهاشمي العباسي.

بويع بالخلافة وقت موت أبيه في ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مائة، وقام بأمر البيعة عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء، فاستوزره يومئذ.

ولد سنة ست وثلاثين وخمس مائة. وأمه أرمنية، اسمها: غضة.

وكان ذا حلم وأناة ورأفة وبر وصدقات.

قال ابن الجوزي في "المنتظم": بويع، فنودي برفع المكوس، ورد المظالم، وأظهر من العدل والكرم ما لم نره من أعمارنا، وفرق مالًا عظيمًا على الهاشميين.

قال ابن النجار: بويع وله إحدى وعشرون سنةً -فأظنه وهم- قال: وكان حليمًا، رحيمًا، شفيقًا، لينًا، كريمًا، نقلت من خط أبي طالب بن عبد السميع، قال: كان المستضيء من الأئمة الموفقين، كثير السخاء، حسن السيرة، إلى أن قال: اتصل بي أنه وهب في يوم لحظايا وجهات أزيد من خمسين ألف دينار.

عبد العزيز بن دلف، حدثنا مسعود بن النادر، قال: كنت أنادم أمير المؤمنين المستضيء، وكان صاحب المخزم ابن العطار قد صنع شمعدانًا ثمن ألف دينار، فحضر وفيه الشمعة، فلما قمت، قام الخادم بها بين يدي، فأطلق لي التور.

قال ابن الجوزي: وفرق أموالًا في العلويين والعلماء والصوفية. كان دائم البذل للمال، ليس له عنده وقع. ولما استخلف، خلع على أرباب الدولة، فحكى خياط المخزن لي أنه فصل ألفًا وثلاث مائة قباء إبريسم، وولى قضاء القضاة روح بن الحديثي، وأمر سبعة عشر مملوكًا. قال: واحتجب عن أكثر الناس فلم يركب إلَّا مع الخدم، ولم يدخل عليه غير الأمير قطب الدين قايماز. وفي خلافته زالت دولة العبيدية بمصر، وخطب له بها، وجاء الخبز فغلقت الأسواق للمسرة، وعملت القباب، وصنفت كتابًا سميته "النصر على مصر"، وعرضته على الإمام المستضيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>