(٢) صحيح: أخرجه مسلم "٢٨٧٣" من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: فذكره. وتمامه .. قال فجعلتُ أقولُ لعمر: أما تراهُ؟ فجعل لا يراهُ قال يقول عمر: سأراهُ وأنا مستلقٍ على فراشي. ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فقال: إن رسول الله ﷺ كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: "هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله". قال: فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطئوا الحدود التي حد رسول الله ﷺ قال: فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله ﷺ حتى انتهى إليهم فقال: "يا فلان ابن فلان! ويا فلان ابن فلان! هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا". قال عمر: يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ قال: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليَّ شيئا". قوله: "هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله": هذا من معجزاته ﷺ الظاهرة. وقوله: "ما أنت بأسمع لما أقول منهم": قال المازري: قال بعض الناس: الميت يسمع، عملا بظاهر هذا الحديث. ثم أنكره المازري وادعى أن هذا خاص في هؤلاء. ورد عليه القاضي عياض وقال: يحتمل سماعهم على ما يحتمل عليه سماع الموتى في أحاديث عذاب القبر وفتنته التي لا مدفع لها. وذلك بإحيائهم أو إحياء جزء منهم يعقلون به ويسمعون في الوقت الذي يريد الله -تعالى. هذا كلام القاضي، وهو الظاهر المختار الذي تقتضيه أحاديث السلام على القبور.