للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥٢٦٩ - سنان]

راشد الدين، كبير الإسماعيلية وطاغوتهم، أبو الحسن سنان بن سلمان بن محمد البصري الباطني، صاحب الدعوة النزارية.

كان ذا أدب وفضيلة، ونظر في الفلسفة وأيام الناس، وفيه شهامة ودهاء ومكر وغور، فذكر رسول له وهو سعد الدين عبد الكريم، قال: حكى الشيخ سنان: قال: وردت الشام، فاجتزت بحلب، فصليت العصر بمشهد على ظاهر باب الجنان، وثم شيخ مسن، فقلت: من أين الشيخ? قال: من صبيان حلب.

قلت: الدعوة النزارية نسبة إلى نزار ابن خليفة العبيدية المستنصر، صيره أبوه ولي عهده، وبث له الدعاة، فمنهم صباح جد أصحاب الألموت، أحد شياطين الإنس، ذو سمت، وذلق، وتخشع، وتنمس، وله أتباع. دخل الشام والسواحل في حدود ثمانين وأربع مائة، فلم يتم له مرامه، فسار إلى العجم، وخاطب الغتم الصم، فاستجاب له خلق، وسلخهم، وحلهم، وكثروا، وأظهروا شغل السكين والوثوب على الكبار، ثم قصد قلعة الألموت بقزوين، وهي منيعة بأيدي قوم شجعان، لكنهم جهلة فقراء، فقال لهم: نحن قوم عباد مساكين، فأقاموا مدةً، فمالوا إليهم، ثم قال: بيعونا نصف قلعتكم بسبعة آلاف دينار، ففعلوا، فدخلوها، وكثروا، واستولى صباح على القلعة، ومعه نحو الثلاث مائة، واشتهر بأنه يفسد الدين، ويحل من الإيمان، فنهد له ملك تلك الناحية، وحاصر القلعة مع اشتغاله بلعبه وسكره، فقال علي اليعقوبي من خواص صباح: أيش يكون لي عليكم إن قتلته? قالوا: يكون لك ذكران في تسابيحنا، قال: رضيت، أمرهم بالنزول ليلًا، وقسمهم أرباعًا في نواحي ذلك الجيش، ورتب مع كل فرقة طبولًا، وقال: إذا سمعتم الصيحة، فاضربوا الطبول، فاختبط الجيش، فانتهز الفرصة، وهجم على الملك فقتله، وقتل، وهرب العسكر، فحوت الصباحية الخيام بما حوت، واستغنوا، وعظم البلاء بهم، ودامت الألموت لهم مائةً وستين عامًا، فكان سنان من نوابهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>