الشيخ العالم، مسند خراسان، أبو نعيم، عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر، الأزهري الإسفرايني.
حدَّث عن خال أبيه الحافظ أبي عوانة بكتابه "الصحيح"، سمعه بقراءة والده الحافظ، وطال عمره، وتكاثر عليه المحدثون.
قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: كان أبو نعيم هذا رجلًا صالحًا ثقةً، حضر إلى نيسابور في آخر عمره، ولم يعهد بعد ذلك المجلس مثله لقراءة الحديث، كما حدثنا الثقات، وعاد إلى إسفراين، وذلك في سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.
قلت: روى عنه الكتاب أبو القاسم القشيري، وزوجته فاطمة بنت أبي علي الدقاق، ولها فوت، وعبد الحميد وعبد الله ابنا عبد الرحمن بن محمد البحيري، وأبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن عَلِيَّك. وروى عنه أكثر الكتاب أو كُلَّه عثمان بن محمد المحمي، وشبيب بن أحمد البستيغي، وأبو الحسن علي بن عبد الله الجويني، وعليّ بن ماسرجس الخازن، وعلي بن عبد العزيز الخشاب، وعمر بن محمد بن البسطامي، وأبو بكر محمد بن حسَّان بن محمد، ومحمد بن عبيد الله الصرام، وخلق آخرهم موتًا أبو نصر محمد بن سهل السراج، المتوفَّى في سنة ثلاث وثمانين وأربع مائة.
وقد أجاز أبو عوانة أبا نعيم جميع كتبه في كتاب كتبه في وصيته له، ولجماعة، فقال: قد أجزت لهم جميع كتب التي سمعتها من جميع المشايخ، منها كتب عبد الرزاق، وكتب ابن أبي الدنيا، وأحاديث سفيان، وشعبة، ومالك، والأوزاعي، والتفاسير والقراءات، ليرووها عنِّي على سبيل الإجازة في رمضان سنة خمس عشرة وثلاث مائة. ولما مات أبو عوانة كان لأبي نعيم ست سنين وعشرة أشهر، وكان يسمع من أبي عوانة مع القوم ووحده ليلًا ونهارًا، ويلاعبه أبو عوانة، ويطعمه الفانيذ.
قال الحاكم: توفِّي أبو نعيم في ربيع الأول سنة أربع مائة.
قلت: وقد مات أبو عوانة سنة ست عشرة وثلاث مائة.
وكان مولد أبي نعيم في ربيع الأول سنة عشر وثلاث مائة.
وكان والده قد ارتحل، وحمل السنن عن يوسف القاضي، وحمل عن أبي خليفة الجمحي والكبار، وحدَّث، توفِّي الحسن سنة ست وأربعين وثلاث مائة.
(١) ترجمته في الأنساب للسمعاني "١/ ٢٣٦"، والعبر "٣/ ٧٣"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٣/ ١٥٩".