ابن حسن، الوزير ابن الصوفي الدمشقي، زين الدولة، وزير صاحب دمشق مجبر الدين أبق، وأخو الوزير المسيب بن الصوفي.
عمل على أخيه المسيب حتى خلعه من الوزارة، وولي مكانه، فظلم وتمرد، وعسف وارتشى، فعلم بذلك مخدومه مجير الدين، فانزعج، وطلبه إلى القلعة، فعدل به الجندارية إلى حمام القلعة، فذبحوه صبرًا، ونصب رأسه على خندقها في سنة ثمان وأربعين وخمس مائة.
[٤٩٥٨ - أخوه]
الوزير العميد أبو الذواد المسيب، كان قد امتنع بدمشق، وحشد وجيش، واستخدم الأحداث، فلاطفه ملك دمشق، ثم عزله، ونفاه إلى صرخد، فلما تملك نور الدين، رجع إلى دمشق متمرضًا، ثم مات سنة تسع وأربعين وخمس مائة.
وكان جبارًا عسوفًا، لقبه مؤيد الدولة، ودفن بداره بدمشق.
[٤٩٥٩ - ابن حمدين]
من أكابر أهل قرطبة، تسمى بأمير المسلمين بعد هلاك ابن تاشفين، وشن الغارت على بلاد عبد الله بن عياض، وترك الجهاد لسوء رأي وزرائه، فاشتعلت الفتنة، والمرابطون بغرناطة في ألفي فارس، ثم إن ابن حمدين التقى هو ويحيى بن غانية، فانتصر ابن غانية، وانهزم ابن حمدين إلى قرطبة، وخذله أصحابه، فاتبعه ابن غانية، وأحس ابن حمدين بالعجز، ففر إلى فرنجواش، واستنجد بالسليطين طاغية الروم، واشترط له أموالًا، وابن غانية مضايق لابن حمدين، فجاء الطاغية في مائة ألف، ففر ابن غانية، ودخل قرطبة، فنازل اللعين وابن حمدين قرطبة، فتقدم ابن حمدين إلى أهلها، فمال إليه خلق، ودخلتها الروم لعظم شوارعها، فقتلوا من وجدوه، وتفرقت الكلمة مع أن أهلها ينيفون على أربع مائة ألف مقاتل.
قال ابن اليسع الغافي: سمعت أبا مروان بن مسرة وقد سأله عبد المؤمن عن عدة مقاتلة أهل قرطبة، فقال: أحصينا فيها ممن يحضر المساجد أربع مائة ألف مقاتل، ولما تمكن العدو منها زحف إلى القصر، فقاتل ابن غانية بقية يومه، وكان عنده نمط من الروم، فأخرجه إلى ملك الروم طالبًا عهده على مال جعله له، فحل عن قتاله، وخرج إليه بماله، وذكر الملك