للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحضرنا ليلة عرسه ومعنا الجنيد ورويم ومعنا قارئ يقول قصائد في الزهد فما زال أبو أحمد عامة ليله في النحيب والحركة إلى أن قال: وحج سنة سبعين ومئتين فمات بمكة بعد ذهاب الوفد فصلي عليه أمير مكة.

قال الخلدي: قال لي أبو أحمد القلانسي: فرق رجل أربعين ألفاً على ألفقراء فقال لي سمنون: أما ترى ما أنفق هذا وما قد عمله ونحن لا نرجع إلى شيء ننفقه فامض بنا إلى موضع فذهبنا إلى المدائن فصلينا أربعين ألف ركعة.

٢٣١٨ - صاحب الأندلس (٣٧٣)

مر مع آبائه وهو: الأمير أبو عبد الله محمد بن صاحب الأندلس عبد الرحمن بن الحكم بن هاشم بن الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي المرواني القرطبي. من خيار ملوك المروانية كان ذا فضل وديانة وعلم وفصاحة وإقدام وشجاعة وعقل وسياسة. بويع بعد أبيه فس سنة ثمان وثلاثين ومئتين على مدائن الأندلس وكان كثير الغزو والتوغل في بلاد الروم يبقى في الغزوة السنة والسنتين قتلاً وسبياً. قال الحافظ بقي بن مخلد: ما رأيت ولا علمت أحدا من الملوك أبلغ لفظاً من الأمير محمد بن عبد الرحمن ولا أفصح ولا أعقل منه. قال سبط ابن الجوزي: هو صاحب وقعة سليط وهي ملحمة عظمى يقال: أنه قتل فيها ثلاث مئة ألف كافر وهذا شيء ما سمع بمثله قط ومدحته الشعراء. مات في صفر سنة ثلاث وسبعين ومئتين. وقام بعده ابنه المنذر فلم تطل أيامه.


(٣٧٣) ترجمته في العبر (٢/ ٥٢)، والوافى بالوفيات لصلاح الدين الصفدي (٣/ ٢٢٤)، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (٢/ ١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>