مات كهلا في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، فرثاه علي، فقال:
تقول لي المليحة إذ رأتني … لدمعي من مآقيه وكيف
وبين جوانحي زفرات حزن … يضيق بحملها بدن ضعيف
أبعد محمد ألهو بأمر … يلذ به المجاور والمطيف
قال الأزدي: حدثني صدقة بن محمد بن علي بن حرب، قال: قلت لجدي: لِمَ لَمْ ترث عمي الحسن? قال: يا بني، ما رثيت أحدًا إلا ذهب حزنه، فأحببت أن يبقى حزني عليه.
ولعلي يرثي ابن ابنه:
أرى أفرخي يمضون قصدًا إلى البلى … وأصبح مثل النسر في جانب الوكر
أشيع منهم واحدًا بعد واحد … وأرجع قد أودعته ظلمة القبر
فمن كان محزونًا بفقد منغص … فقد أوجع الأحشاء فقد أبي نصر
بني كأن البدر أشبه وجهه … يشب شباب الحول في مدة الشهر