[٤١٩٤ - ابن المسلمة]
هو الإمام العابد الصدوق أبو الفرج؛ أحمد بن محمد بن عمر المعدل.
سمع: أبا بكر النجاد وأحمد بن كامل القاضي وابن علم ودعلجًا.
قال الخطيب: كان ثقةً يملي في السنة مجلسًا واحدًا وكان موصوفًا بالعقل والفضل والبر وداره مألف لأهل العلم وكان صوامًا كثير التلاوة.
مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربع مائة عن، ثمان وسبعين سنة.
قلت: حدث عنه الخطيب وطراد الزينبي وغيرهما.
وتفقه على شيخ الحنفية أبي بكر الرازي.
وسرد الصوم وكان يتهجد بسبع القرآن.
قال رئيس الرؤساء: كان جدي يختلف إلى أبي بكر الرازي ورئي له أنه من أهل الجنة.
وابن أخيه:
٤١٩٥ - رئيس الرؤساء (١):
هو وزير القائم بأمر الله الصدر المعظم رئيس الرؤساء أبو القاسم؛ علي بن الحسن بن الشيخ أبي الفرج بن المسلمة.
استكتنه القائم ثم استوزره وكان عزيزًا عليه جدًا وكان من خيار الوزراء العادلين.
ولد سنة (٣٩٧).
وسمع: من جده وابن أبي مسلم الفرضي، وإسماعيل الصرصري.
حدث عنه: الخطيب، وكان خصيصًا به، ووثقه وقال: اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحد قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي.
قال ابن الجوزي: وزر أبو القاسم في سنة ثلاث وأربعين، ولقب جمال الورى، شرف الوزراء. ولم يبق له ضد إلَّا البساسيري؛ الأمير المظفر أبو الحارث التركي، فإن أبا الحارث عظم جدًا ولم يبق للملك الرحيم بن بويه معه سوى الاسم ثم إنه خلع القائم وتملك بغداد وخطب بها لصاحب مصر المستنصر فقتل رئيس الرؤساء أبا القاسم بن المسلمة.
وقال محمد بن عبد الملك الهمذاني: أخرج رئيس الرؤساء وعليه عباءة وطرطور وفي رقبته مخنقة جلود وهو يقرأ: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ﴾ … [آل عمران: ٢٦] ويرددها فطيف به على جمل ثم خيط عليه جلد ثور بقرنين وعلق وفي فكيه كلوبان وتلف في آخر النهار في ذي الحجة سنة خمسين وأربع مائة.
قلت: كان من علماء الكبراء ونبلائهم.
(١) ترجمته في تاريخ بغداد "١١/ ٣٩١"، والمنتظم لابن الجوزي "٨/ ١٩٦"، والعبر "٣/ ٢٢١"، وتاريخ ابن خلدون "٣/ ٤٥٧"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ٦ - ٧".