القدوة العارف، أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن قايد الأواني.
زاهد، خاشع، ذو كرامات، وتأله، وأوراد، أقعد مدةً.
قدم أوانا واعظ باطني، فنال من الصحابة، فحمل هذا في محفته، وصاح به: يا كلب انزل، ورجمته العامة، فهرب، وحدث سنانًا بما تم عليه، فندب له اثنين فأتياه، وتعبدا معه أشهرًا، ثم قتلاه، وقتلا خادمه، وهربا في البساتين، فنكرهما فلاح، فقتلهما بمره، ثم ندم لما رآهما بزيق الفقر، ثم تيقن أنهما اللذان قتلا الشيخ بصفتهما، ثم أحرقا، فقيل: إن الشيخ عبد الله الأرموي شاهد ذلك.
٥٢٧٣ - الخرقي (١):
الإمام الصالح، معيد الأمينية، أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم اللخمي الدمشقي، ابن الخرقي، الشافعي.
مولده سنة تسع وتسعين مع الحافظ ابن عساكر.
وسمع أبا الحسن ابن الموازيني، وعبد الكريم بن حمزة، وابن قبيس، وطاهر بن سهل، وعدةً.
وعنه: الشيخ الموفق، والضياء، والبهاء، وابن خليل، وأخوه إبراهيم الآدمي، وخطيب مردا، وابن سعد، وابن عبد الدائم، وخلق.
ابن الحاجب، عن ابن نقطة، عن ابن الأنماطي: أن الخرقي راوي نسخة أبي مسهر، لم يوجد بها أصله، إنما سمعت بقوله عن ابن الموازيني.
قال ابن الحاجب: كان فقيهًا عدلًا صالحًا، يتلو كل يوم وليلة ختمةً، وقال أبو حامد ابن الصابوني في كتابه إلي: أعاد بالأمينية لجمال الإسلام أبي الحسن، وأضر في الآخر، وأقعد، فاحتاج إلى وضوء في الليل وما عنده أحد، فذكر أنه قال: بينا أنا أتفكر إذا بنور من السماء دخل البيت، فبصرت بالماء، فتوضأت، حدث بعض إخوانه بهذا، وأوصاه أن لا يخبر به إلَّا بعد موته.
توفي في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمس مائة.
(١) ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ١١٦"، وشذرات الذهب لابن العماد "٤/ ٢٨٩".