للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٣٠ - الظاهر (١):

سلطان حلب، الملك الظاهر، غياث الدين، أبو منصور، غازي ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب.

مولده بمصر في سنة ثمان وستين وخمس مائة.

وسمع من: أبي الطاهر بن عوف، وعبد الله بن بري النحوي، والفضل ابن البانياسي. وحدث.

تملك حلب ثلاثين سنةً.

وكان بديع الحسن في صباه، مليح الشكل في رجوليته، له عقل وغور ودهاء وفكر صائب.

كان يصادق ملوك الأطراف ويباطنهم، ويوهمهم أنه لولاه، لقصدهم عمه العادل، ويوهم عمه أنه لولاه، لتعامل عليه الملوك، ولشقوا العصا.

وكان كريمًا معطاءً، يتحف الملوك بالهدايا السنية، ويكرم الرسل والشعراء والقصاد.

وكان عمه يرعى له لمكان بنته، فماتت، فزوجه بأختها والدة ابنه الملك العزيز، فلما ولدت، زينت حلب مدة شهرين، وأنفق على ولادته كرائم الأموال، وكان قد انضم إليه إخوته وأولادهم، فزوج ذكرانهم بإناثهم، بحيث أنه عقد بينهم في يوم نيفًا وعشرين عقدًا.

وعمر أسوار حلب أكمل عمارة.

ويقال: إنه عبث بالشاعر الحلي، وألح عليه، فقال الحي: أنظم? يعرض بالهجاء. فقال الظاهر: أنثر? وقبض على السيف.

قال سبط الجوزي: كان مهيبًا سائسًا، فطنًا، دولته معمورة بالعلماء، مزينة بالملوك والأمراء، وكان محسنًا إلى الرعية، وشهد معظم غزوات والده، وكان يزور الصالحين، ويتفقدهم، وله ذكاء مفرط، مات بعلة الذرب.

قال أبو شامة: أوصى في موته بالملك لولده من بنت العادل، وأراد أن يراعيها إخوتها، ثم من بعده لأحمد، ثم للمنصور محمد ابن أخيه الملك العزيز، وفوض القلعة إلى طغريل الخادم الرومي. توفي سنة ثلاث عشرة وست مائة عن خمس وأربعين سنةً.


(١) ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ٢١٧ - ٢١٨"، وشذرات الذهب "٥/ ٥٥ - ٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>