وكان عمه يرعى له لمكان بنته، فماتت، فزوجه بأختها والدة ابنه الملك العزيز، فلما ولدت، زينت حلب مدة شهرين، وأنفق على ولادته كرائم الأموال، وكان قد انضم إليه إخوته وأولادهم، فزوج ذكرانهم بإناثهم، بحيث أنه عقد بينهم في يوم نيفًا وعشرين عقدًا.
وعمر أسوار حلب أكمل عمارة.
ويقال: إنه عبث بالشاعر الحلي، وألح عليه، فقال الحي: أنظم? يعرض بالهجاء. فقال الظاهر: أنثر? وقبض على السيف.
قال سبط الجوزي: كان مهيبًا سائسًا، فطنًا، دولته معمورة بالعلماء، مزينة بالملوك والأمراء، وكان محسنًا إلى الرعية، وشهد معظم غزوات والده، وكان يزور الصالحين، ويتفقدهم، وله ذكاء مفرط، مات بعلة الذرب.
قال أبو شامة: أوصى في موته بالملك لولده من بنت العادل، وأراد أن يراعيها إخوتها، ثم من بعده لأحمد، ثم للمنصور محمد ابن أخيه الملك العزيز، وفوض القلعة إلى طغريل الخادم الرومي. توفي سنة ثلاث عشرة وست مائة عن خمس وأربعين سنةً.
(١) ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ٢١٧ - ٢١٨"، وشذرات الذهب "٥/ ٥٥ - ٥٦".