١٩٧٠ - المتوكل على الله (١):
الخليفة، أبو الفضل، جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد هارون بن المهدي بن المنصور، القرشي العباسي البغدادي.
ولد سنة خمس ومائتين.
وبويع عند موت أخيه الواثق في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين:
حكى عن: أبيه، ويحيى بن أكثم.
وكان أسمر جميلا، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، ربعة وأمه اسمها شجاع.
قال خليفة بن خياط: استخلف المتوكل، فأظهر السنة، وتكلم بها في مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة، وبسط السنة، ونصر أهلها. وقد قدم المتوكل دمشق، في صفر سنة (٢٤٤)، فأعجبته وعزم على المقام بها، ونقل دواوين الملك إليها، وأمر بالبناء بها، وأمر للأتراك بمال رضوا به، وأنشأ قصرًا كبيرًا بداريا مما يلي المزة.
قال علي بن الجهم: كانت للمتوكل جمة إلى شحمة أذنيه مثل أبيه، والمأمون.
وقال الفسوي: رجع من دمشق بعد شهرين إلى سامراء. وقيل: نعتت له دمشق، وأنها توافق مزاجه، وتذهب علله التي تعرض له بالعراق.
قال خليفة: وحج بالناس قبل الخلافة.
وكان قاضي البصرة إبراهيم بن محمد التيمي يقول: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز، في رد المظالم من بني أمية، والمتوكل في محو البدع، وإظهار السنة.
وقال يزيد بن محمد المهلبي: قال لي المتوكل: إن الخلفاء كانت تتصعب على الناس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبوني ويطيعوني.
وحكى الأعْسَم أن علي بن الجهم دخل على المتوكل، وبيده درتان يقلبهما، فأنشده قصيدة له، فدحا إليه بالواحدة فقلبتها، فقال: تستنقص بها? هي والله خير من مائة ألف. فقلت: لا والله، لكني فكرت في أبيات آخذ بها الأخرى. وأنشأت أقول:
(١) ترجمته في تاريخ بغداد "٧/ ١٦٥"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "١/ ترجمة ١٣٤"، والعبر "١/ ٤٤٩"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٢/ ٢٧٥"، وشذرات الذهب "٢/ ١١٤".