من نبلاء الرجال، كثير التلاوة، جيد الفقه وأصوله، ولما ولي أخوه العلامة الأوحد جمال الدين عبد الرحمن تدريس المستنصرية سنة اثنتين وأربعين ولي شرف الدين حسبة بغداد، ورفعت بين يديه الغاشية، ودرس بالبشيرية سنة ثلاث وخمسين.
وقد أرسله المستعصم إلى خراسان إلى هولاكو ثم رجع، وأخبر بصحة عزمه على قصد العراق في جيش عظيم، فلم يستعدوا للقائه ولما خرج المستعصم إليه طلب منه أن ينفذ إلى خورستان من يسلمها، فنفذ شرف الدين هذا بخاتم الخليفة، فتوجه مع جماعة من المغول، وعرفهم حقيقة الحال، فلما رجع كان هولاكو قد ترحل عن بغداد بن أن صيرها دكًا، فلقيه بأسد آباذ فأعلم هولاكو بنصيحة شرف الدين لأهل خورستان، فقتله بأسد آباذ.