في أبيات أخر فلما وصلت الأبيات إليه قال: أدخلوه فضحني قاتله الله. توفي الحارث يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين ومئتين في عشر المئة.
٢٤٠٤ - تمتام (٤٧٦)
الإمام المحدث الحافظ المتقن أبو جعفر محمد بن غالب ابن حرب الضبي البصري التمار التمتام نزيل بغداد. ولد سنة ثلاث وتسعين ومئة. وسمع: أبا نعيم ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعفان بن مسلم وعبد الصمد بن النعمان وابا حذيفة النهدي وعمرو بن مرزوق ومسداداً والحوضي وطبقتهم. حدث عنه: أبو جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وعثمان بن السماك وأبو سهل القطان وابن كوثر البربهاري وأبو بكر الشافعي وخلق كثير.
قال الدارقطني: ثقة مأمون إلا أنه كان يخطئ وقال في موضع آخر: ثقة مجود سمعت أبا سهل بن زياد سمعت موسى بن هارون يقول في حديث محمد بن غالب عن الوركاني عن حماد الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين: أن النبي ﷺ قال: "شيبتني هود وأخواتها": إنه حديث موضوع. قلت: يريد موضوع السند لا المتن.
قال أبو سهل: فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي موسى عنده والمجلس غاص بأهله فدخل محمد بن غالب فلما بصر به إسماعيل قال: إلي يا أبا جعفر إلي ووسع له معه على السرير فلما جلس أخرج كتاباً فقال: أيها القاضي تأمله وعرض عليه الحديث وقال: أليس الجزء كله بخط واحد قال: نعم قال: هل ترى شيئاً على الحاشية قال: لا قال: فترضى هذا الأصل قال: إي والله قال: فلم أوذى وينكر علي فصاح موسى بن هارون وقال: الحديث موضوع قال: فحدث به محمد بن غالب بحضرة القاضي وهو ساكت وما زال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه.
وفي رواية أخرى قال الدارقطني: فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة فلو تركته لم يضرك قال: لا أرجع عما في أصلي.
(٤٧٦) ترجمته في الجرح والتعديل (٨/ ترجمة ٢٥٤)، وتاريخ بغداد (٣/ ١٤٣)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ترجمة ٦٤٢)، وميزان الاعتدال (٣/ ٦٨١)، والعبر (٢/ ٧١)، وشذرات الذهب لابن العماد (٢/ ١٨٥).