ابن السلطان يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن القيسي الملقب بالملك العادل.
كان نائبًا على الأندلس، فلما خنق عمه عبد الواحد، ثارت الفرنج بالأندلس، فالتقاهم العادل، فانهزم جيشه، وفر هو إلى مراكش في حال نحسه، فقبض الموحدون عليه ثم بايعوا بالسلطنة يحيى ابن السلطان محمد ابن يوسف لما بقل وجهه، فجاءت الأخبار بأن إدريس ابن السلطان يعقوب قد ادعى الخلافة بإشبيلية، فآل الأمير بيحيى إلى أن طمعت فيه الأعراب وحاصرته بمراكش، وضجر منه أهلها، وأخرجوه فهرب المسكين إلى جبل درن، ثم نهض معه طائفة، وأقبل وتمكن، وطرد نواب إدريس، وقتل منهم، وتوثب بالأندلس ابن هود الجذامي، ودعا إلى بني العباس، فمال إليه الناس، فهرب إدريس، وعبر إلى مراكش، فالتقى هو ويحيى فهزم يحيى، ففر يحيى إلى الجبل، وكانت ولاية العادل في سنة عشرين. وفي دولته كانت الملحمة عند طليطلة، فاندك فيها المسلمون، ثم في الآخر خنق العادل، ونهب قصره بمراكش، وتملك يحيى بن محمد بن يعقوب، فحاربه عمه -كما ذكرنا، ثم قتل.
٥٦٥٣ - صاحب المغرب (١):
السلطان الملك المأمون أمير المؤمنين -كما زعم- أبو العلى إدريس ابن السلطان المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي.
كان بطلًا، شجاعًا، مهيبًا، داهية، فقيهًا، علامة، أصوليًا، ناظمًا، ناثرًا، وافر الجلالة، كان بالأندلس مع أخيه العادل عبد الله، فلما ثارت الفرنج عليه ترك الأندلس العادل، واستخلف على إشبيلية إدريس هذا، وجرت له أمور طويلة، ثم خطب له بالخلافة بالأندلس، ثم عدى وغلب على مراكش وانتزع الملك من يحيى بن محمد ابن عمه، والتقوا غير مرة، ثم ضعف أمر يحيى، واستجار بقوم في حصن من عمل تلمسان فقتل غيلة، وتمكن إدريس، وكان جبارًا جريئًا على الدماء، وأزال ذكر ابن تومرت من الخطبة.
مات في الغزو، في سنة ثلاثين وست مائة، فملكوا بعده ابنه الرشيد، فبقي عشر سنين.
ولإدريس رسالة طويلة، أفصح فيها بتكذيب مهديهم وضلاله، نقل ذلك المؤيد في تاريخه.