العلامة إمام المتكلمين، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى ابن أمير البصرة بلال بن أبي بردة ابن صاحب رسول الله ﷺ أبي موسى عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري، اليماني، البصري.
مولده سنة ستين ومائتين، وقيل: بل ولد سنة سبعين.
وأخذ عن: أبي خليفة الجمحي، وأبي علي الجبائي، وزكريا الساجي، وسهل بن نوح، وطبقتهم، يروي عنهم بالإسناد في تفسيره كثيرًا.
وكان عجبًا في الذكاء، وقوة الفهم. ولما برع في معرفة الاعتزال، كرهه وتبرأ منه، وصعد للناس، فتاب إلى الله تعالى منه، ثم أخذ يرد على المعتزلة، ويهتك عوارهم.
قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم، حتى نشأ الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم.
وعن ابن الباقلاني قال: أفضل أحوالي أن أفهم كلام الأشعري.
قلت: رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات، وقال فيها: تمر كما جاءت. ثم قال: وبذلك أقول، وبه أدين، ولا تؤول.
قلت: مات ببغداد سنة أربع وعشرين وثلاث مائة، حط عليه جماعة من الحنابلة والعلماء.
وكل أحد فيؤخذ من قوله ويترك، إلَّا من عصم الله تعالى اللهم اهدنا، وارحمنا.
ولأبي الحسن ذكاء مفرط، وتبحر في العلم، وله أشياء حسنة، وتصانيف جمة تقضي له بسعة العلم.
(١) ترجمته في تاريخ بغداد "١١/ ٣٤٦"، والأنساب للسمعاني "١/ ٢٧٣"، والمنتظم لابن الجوزي "٦/ ٣٣٢"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٣/ ترجمة ٤٢٩"، والعبر "٢/ ٢٠٢"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٣/ ٢٥٩"، وشذرات الذهب "٢/ ٣٠٣".