سنة تسع وسبعين ومائتين ببغداد ونقل فدفن بسامراء فكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة وثلاثة أيام وقيل: كان نحيفاً ثم سمن وأسرع إليه الشيب.
مات بالقصر الحسني مع الندماء والمطربين أكل في ذلك اليوم رؤوس الجداء فيقال: سم ومات معه من أكل منها وقيل: نام فغموه ببساط وقيل: سم في كأس وأدخلوا إليه إسماعيل القاضي والشهود فلم يروا به أثراً واستخلف أبو العباس المعتضد وكانت عريب جارية المعتمد ذات أموال جزيلة ولها في المعتمد مدائح وكان يسكر ويعربد على الندماء سامحه الله وكانت دولته بهمة أخيه الموفق لا بأس بها.
وللمعتمد من البنين: المفوض جعفر ومحمد وعبد العزيز وإسحاق وعبيد الله وعباس وإبراهيم وعيسى وعدة بنات وكتب له سليمان بن وهب ثم عبيد الله بن يحيى بن خاقان وغيرهما.
٢١٧٤ - أحمد بن الخصيب (١٧٥)
ابن عبد الحميد الجرجرائي الوزير الكبير أبو العباس ابن أمير مصر.
استوزره المنتصر ثم المستعين وارتفع شأنه ثم نكب ونفاه المستعين إلى الغرب في سنة ٢٤٨.
الصولي عن الحسين بن يحيى: أن ابن الخصيب كان يتصدق كل يوم بخمسين ديناراً فلما نكب بقي يتصدق بخمسين درهماً ويقلل نفقة نفسه.
قال أحمد بن أبي طاهر: كان يحتد ويخرج رجله من الركاب فيرفس من يراجعه فقلت:
قل للخليفة يا ابن عم محمد … شكل وزيرك إنه محلول
فلسانه قد جال في أعراضنا … والرجل منه في الصدور تجول
توفي سنة خمس وستين ومائتين ولما عزل صودر وأركب حماراً وهو في سلسلة.
(١٧٥) ترجمته في العبر (٢/ ٢٩)، والوافى بالوفيات لصلاح الدين الصفدي (٦/ ٣٧٢)، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (٢/ ١٤٩).