فالحمد لله على هذا النصر العزيز الذي لم يسمع بمثله مع تمام المنة على الإسلام بمصرع الخبيث.
قالت أمه: أخذه أبوه مني وغاب سنين وتزوجت أنا وجاءني ولد ثم جاءني الغلام وقد مات أبوه باليمن فأقام عندي مدة لا يدع بالري أحداً عنده أدب أو حديث إلا خالطهم وعاشرهم.
وفي سنة ٢٧١ كانت الملحمة بين أبي العباس بن الموفق وبين صاحب مصر خمارويه بفلسطين وجرت السيول من الدماء ثم انهزم خمارويه وذهبت خزائنه ونزل أبو العباس في مضربه ولكن كان سعد الأعسر كميناً فخرج على أبي العباس بغتة فهزم جيشه ونجا هو في نفر يسير ونهب سعد وأصحابه ما لا يوصف.
وفي سنة ٧٢ نزل أبو العباس بطرسوس وتراجع عسكره وآذوا أهل البلد فتناخوا وطردوهم واستولى هارون الشاري الخارجي وحمدان بن حمدون التغلبي على الموصل وقبض الموفق على ذي الوزارتين صاعد وأخذ أمواله واستكتب إسماعيل بن بلبل وهاجت بقايا الزنج بواسط وصاحوا: أنكلاي يا منصور وهو ولد الخبيث وكان في سجن بغداد هو والقواد: ابن جامع والمهلبي والشعراني فاخرجوا وصلبوا وسار الموفق إلى كرمان لحرب عمرو بن الليث الصفار وسار يازمان الخادم أمير الثغور فوغل في أرض الروم فقتل وسبى ورجع مؤيداً وأخذ عدة مراكب.
وفي سنة ٧٦ وقع الرضى عن الصفار وكتب اسمه على الأعلام والأترسة وتمت بين محمد بن أبي الساج وخمارويه وقعات ثم انكسر محمد واتفق يازمان مع صاحب مصر وخطب له فبعث إليه خمارويه بخلع وذهب عظيم واستولى رافع بن هرثمة على طبرستان وعاد
الموفق إلى بغداد مريضاً من نقرس ثم صار داء الفيل وقاسى بلاء فكان يقول: في ديواني مائة ألف مرتزق ما أصبح فيهم أسوأ حالاً مني ثم مات.
وفي سنة ٧٨ ظهور القرامطة بأعمال الكوفة وحاصر يازمان الخادم حصناً للعدو فجاء حجر فقتله وكان مهيباً مفرط الشجاعة.
وفي سنة ٧٩ خلع المفوض بن المعتمد من ولاية العهد وقدم عليه أبو العباس المعتضد بن الموفق نهض بذلك الأمراء.
وفيها منع أبو العباس القصاص والمنجمين وألزم الكتبيين أن لا يبيعوا كتب الفلسفة والجدل وضعف أمر عمه المعتمد معه ثم مات فجأة لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب