للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٥٤ - أبق (١):

الملك المظفر، مجير الدين، أبو سعيد، أبق، صاحب دمشق وابن صاحبها جمال الدين محمد بن تاج الملوك بوري بن طغتكين البعلبكي المولد.

تملك بعد أبيه وهو حدث، ودبر الدولة أنر الطغتكيني والوزير ابن الصوفي، فلما مات أنر استقل بالملك مجير الدين، ثم نفى الوزير إلى صرخد، واستوزر أخاه حيدرة مدةً، ثم قتله، وقدم على الجيش عطاء البعلبكي، ثم قتله، فقصد نور الدين دمشق، وعامله أهلها، فأخذها بالأمان، وعوض مجير الدين بحمص، فأقام بها، ثم أمره نور الدين بالتحول إلى بالس، فسار إليها، ثم تركها، وقدم على الخليفة، فأعطاه خبز سبعين فارسًا إلى أن مات ببغداد سنة أربع وستين وخمس مائة كهلًا.

٥٠٥٥ - عبد المؤمن بن علي (٢):

ابن علوي، سلطان المغرب الذي يلقب بأمير المؤمنين، الكومي القيسي، المغربي.

مولده بأعمال تلمسان. وكان أبوه يصنع الفخار.

قيل: إنه قال -أعني عبد المؤمن: إنما نحن من قيس غيلان بن مضر بن نزار، ولكومية علينا حق الولادة، والمنشأ فيهم، وهم أخوالي.

وكان الخطباء إذا دعوا له بعد ابن تومرت، قالوا: قسميه في النسب الكريم.

مولده سنة سبع وثمانين وأربع مائة.

وكان أبيض جميلًا، ذا جسم عمم، تعلوه حمرة، أسود الشعر، معتدل القامة، جهوري الصوت، فصيحًا جزل المنطق، لا يراه أحد إلَّا أحبه بديهةً، وكان في كبره شيخًا وقورًا، أبيض الشعر، كث اللحية، واضح بياض الأسنان، وكان عظيم الهامة، طويل القعدة، شثن الكف، أشهل العين، على خده الأيمن خال، يقال: كان في صباه نائمًا، فسمع أبوه دويًا، فإذا سحابة سمراء من النحل قد أهوت مطبقةً على بيته، فنزلت كلها على الصبي، فما استيقظ، فصاحت أمه، فسكنها أبوه، وقال: لا بأس، لكني متعجب مما تدل عليه، ثم طارت


(١) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٥/ ١٨٨ - ١٨٩"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ٣٨١" وشذرات الذهب لابن العماد "٢١١ - ٢١٢".
(٢) ترجمته في وفيات الأعيان "٣/ ترجمة ٤٠٨"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ٢٦٣"، وشذرات الذهب "٤/ ١٨٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>