للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥٥٣٠ - الحافظ]

الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب صاحب قلعة جعبر.

أقام بجعبر مدة، وكان كثير الأموال، خاف في أواخر أيامه من الخوارزمية؛ لأنهم أغاروا مرات على أعماله فسلم جعبر لصاحب حلب الملك العزيز، وعوضه عنها بعزاز من أعمال حلب، فقدم حلب على أخته الصاحبة، ثم إنه مات بعزاز في سنة أربعين وست مائة كهلًا، ونقل فدفن بالفردوس بظاهر حلب، فماتت أخته الصاحبة الخاتون ضيفة بنت الملك العادل وزوجة الملك الظاهر غازي ابن عمها، ووالدة صاحب حلب الملك العزيز، وكانت نبيلة معظمة نافذة الأوامر، توفيت سنة أربعين بحلب عن تسع وخمسين سنة، وبحلب ولدت حين تملكها والدها، وقد تزوج الظاهر قبلها بأختها الست غازية، فأولدها أيضًا، وماتت، وكانت الصاحبة دينة عادلة سائسة تباشر الملك بنفسها لصغر ولدها وكانت كثيرة البر والصدقات.

وفيها توفيت الجهة الأتابكية تركان بنت صاحب الموصل عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي زوجة السلطان الملك الأشرف بدمشق، ودفنت بتربتها عند الجسر الأبيض.

وفيها ماتت الست الفيروزجية عائشة أخت الإمام المستضيء، وعمة الإمام الناصر، عاشت ثمانين سنة، وماتت في ذي الحجة، في أول دولة ابن ابن ابن ابن أخيها المستعصم ابن المستنصر ابن الظاهر ابن الناصر.

٥٥٣١ - المظفر (١):

السلطان الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل أبي بكر ابن أيوب صاحب خلاط وميافارقين وحصن منصور وغير ذلك.

وكان ملكًا جوادًا، حازمًا، شهمًا، شجاعًا، مهيبًا، حلو المحاضرة، حسن الجملة، كبير الشأن، وقد حج في تجمل زائد على درب العراق.

مات في رجب، سنة خمس وأربعين وست مائة، وقد شاخ، فتملك بعده ابنه الملك الكامل ناصر الدين محمد بن غازي الشهيد.

وإنما جمعت هنا بين هؤلاء الملوك استطرادًا، وإلا فطبقاتهم متباينة، والله أعلم.

وقد قتل هولاكو ناصر الدين هذا في سنة ثمان وخمسين عتوًا وغدرًا، -فرحمه الله تعالى- فلقد كان دينًا ومجاهدًا، ثبت في الحصار إلى أن تفانت رجاله، وأهلكهم الجوع، وقاتلت معه النساء، وستأتي ترجمته، إن شاء الله تعالى.


(١) ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "٥/ ٢٣٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>