للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٨٧ - ملك الموصل (١):

الملك سيف الدين، غازي ابن صاحب الموصل، قطب الدين مودود ابن الأتابك زنكي ابن قسيم الدولة آقسنقر التركي الموصلي.

تملك بعد أبيه من تحت يد عمه الملك نور الدين، وطالت أيامه، فلما تسلطن صلاح الدين، وحاصر حلب، نفذ غازي جيشه مع أخيه مسعود ينجد ابن عمه، فألتقوا هم وصلاح الدين عند قرون حماة، فانكسر مسعود، فأقبل غازي بنفسه ليأخذ بالثأر، فوقع المصاف على تل السلطان بقرب حلب، فانكسرت ميسرة صلاح الدين، فحمل السلطان بنفسه، فكسر المواصلة، فقبح الله القتال على الملك، ما أردأه.

مات غازي بالسل في صفر سنة ست وسبعين وخمس مائة، وتملك الموصل أخوه الملك عز الدين مسعود.

[٥١٨٨ - خوارزمشاه]

السلطان أرسلان بن خوارزم شاه آتسز ابن الأمير محمد بن نوشتكين.

تملك بعد أبيه. كان جدهم نوشتكين مملوكًا لرجل، فاشتراه أمير من السلجوقية اسمه بلكا بك فكبر نوشتكين، ونشأ نجيبًا عاقلًا، فولد له محمد، فأشغله في العلم والأدب، وطلع نبيلًا كاملًا، وساد، وتأمر، وناب في حدود الخمس مائة بخوارزم، ولقبوه خوارزمشاه، فعدل، وأحسن السياسة، وقرب العلماء، وعظم شأنه عند مخدومه السلطان سنجر، ثم توفي، فقام في ولايته ابنه آطسز خوارزمشاه، ثم بنوه، فولي أرسلان هذا، فكان من كبار الملوك كأبيه.

رجع من محاربة الخطا مريضًا، فمات في سنة ثمان وستين وخمس مائة، فتملك بعده

ابنه سلطان شاه محمود، وكان ابنه الآخر تكش مقيمًا على مدينة جند، فلما سمع، تنمر وأنف من سلطنة أخيه الصغير، وسار إلى ملك الخطا، فأمده بجيش، وأقبل، فتأخر أخوه محمد وأمه إلى صاحب نيسابور المؤيد، واستولى علاء الدين تكش على البلاد، ثم التقى هو والمؤيد، فانحطم جمع المؤيد، وأسر هو، وذبح صبرًا، وهرب محمود وأمه إلى دهستان، ثم حاصرهم تكش، وأفتتح البلد، فهرب محمود وأسرت أمه، فقتلت، والتجأ محمود إلى السلطان غياث الدين صاحب غزنة، فأحترمه، وتملك بعد المؤيد ولده محمد بن أيبة.

وأما تكش، فامتدت أيامه، وقهر الملوك.


(١) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٤/ ترجمة ٥٢٠"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ٨٨" وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٤/ ٢٥٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>