للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥٨٧٤ - سليمان بن داود]

ابن آخر الفاطمية العاضد بالله عبد الله ابن الأمير يوسف ابن الحافظ العبيدي.

كانت الدعوة بين الإسماعيلية له، وكان معتقلًا بقلعة الجبل، ولهم فيه مع فرط جهله وغباوته اعتقاد زائد، ولما هلك العاضد خلف صبيًا حبسه السلطان صلاح الدين، ثم كبر وتحيلوا، فأدخلوا إليه سُرَيَّةً بهيئة غلام فأحبلها، وأخرجت فولدته بالصعيد، -أعني: سليمان بن داود، وأخفي، ولقب الحامد لله، فوقع به الملك الكامل، فاعتقله حتى مات في الحبس بلا عقب، وتقول الجهلة: له ولد مخفي.

مات سليمان في شوال سنة خمس وأربعين وست مائة، وبقي بعده شيخ من بين عمه اسمه قاسم، وهو محبوس، ونسبهم مطعون فيه، وأما داود فمات في أيام العادل.

٥٨٧٥ - ابن أبي السعادات (١):

العلامة المفتي أبو عبد الله محمد بن أبي بكر عبد الله بن أبي السعادات محمد البغدادي، الدباس، المقرئ، الحنبلي.

مقرئ، مجود، وفقيه محقق. ولد في حدود سنة سبعين وخمس مائة.

وسمع من: أبي الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وعدة.

وطلب بنفسه، فقرأ على أصحاب ابن الحصين، وقاضي المرستان. وتفقه على أبي الفتح بن المني، وعلي النوقاني الشافعي.

وبرع في الجدل، والخلاف، وناظر، ونظر في وقف المارستان، وأعاد بالمستنصرية، وكان ذا دين وتعبد وزهد متصديًا للإفادة، لم تعرف له صبوة، وكان حسن النوادر، فصيحًا معربًا، منقطعًا عن الرؤساء.

حدث عنه: ابن النجار وأثنى عليه، وعظمه.

قرأت وفاته بخط الشيخ كمال الدين ابن الفوطي: في ليلة الجمعة، الحادي والعشرين من شعبان، سنة ثمان وأربعين وست مائة، ودفن بباب حرب وقد ناهز الثمانين أو بلغها.


(١) ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد "٥/ ٢٤٢، ٢٤٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>