للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٢٣ - العاضد (١):

صاحب مصر العاضد لدين الله خاتم الدولة العبيدية أبو محمد عبد الله ابن الأمير يوسف بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر، العبيدي الحاكمي المصري الإسماعيلي المدعي هو وأجداده، أنهم فاطميون.

مولده سنة ست وأربعين وخمس مائة.

أقامه طلائع بن رزيك بعد الفائز، فكان من تحت حجره، لا حل لديه ولا ربط. وكان العاضد سبابًا خبيثًا متخلفًا.

قال القاضي شمس الدين بن خلكان: كان إذا رأى سنيا استحل دمه، وسار وزيره الملك الصالح طلائع سيرة مذمومة، واحتكر الغلات، وقتل عدة أمراء، وأضعف أحوال الدولة بقتل ذوي الرأي والبأس، وصادر وعسف.

وفي أيام العاضد أقبل حسين بن نزار بن المستنصر بن الظاهر، العبيدي من الغرب في جمع كثير، فلما قارب مصر غدر به خواصه، وقبضوا عليه، وأتوا به العاضد، فذبحه في سنة سبع وخمسين. وتزوج العاضد ببنت طلائع، وأخذ طلائع في قطع أخبار العسكر والأمراء، فتعاقدوا بموافقة العاضد لهم على قتله، فكمن له عدة في القصر، فجرحوه، فدخل مماليكه، فقتلوا أولئك، وحملوه، فما أمسى، وذلك في رمضان سنة ست وخمسين.

وولي مكانه ولده الملك العادل رزيك. وكان مليح النظم، قوي الرفض، جوادًا شجاعًا، يناظر على الإمامة والقدر، وعمل قبل موته بثلاث ليال:

نحن في غفلة ونوم وللمو … ت عيون يقظانة لا تنام

قد رحلنا إلى الحمام سنينا … ليت شعري متى يكون الحمام؟

ولعمارة اليمني فيه قصائد ورثاء، منها في جنازته:

وكأنها تابوت موسى أودعت … في جانبيه سكينة ووقار

وتغاير الحرمان والهرمان في … تابوته وعلى الكريم يغار

نعم، ووزر للعاضد الملك أبو شجاع شاور السعدي، وكان على نيابة الصعيد من جهة


(١) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٣/ ترجمة ٣٥٤"، والعبر "٤/ ١٩٧"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ٣٣٤"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٤/ ٢١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>