للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٦٤٣ - الأمجد (١):

الملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر بهرام شاه ابن نائب دمشق فروخشاه ابن الملك شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك بعد والده، ملكه إياها عم أبيه السلطان صلاح الدين فدامت دولته خمسين سنة، وكان جوادًا كريمًا، شاعرًا محسنًا، له نظم رائق، وله "ديوان".

قهره السلطان الملك الأشرف موسى، وأخذ منه بعلبك قبل موته بعام، وملكها لأخيه الصالح، فتحول الأمجد المذكور إلى دمشق، ونزل بداره داخل باب النصر.

قتله مملوك مليح في شوال سنة ثمان وعشرين وست مائة، فدفن عند والده بالمدرسة الفروخشاهية، وهو جد الملك الحافظ محمد بن شاهنشاه صاحب أراضي جسرين، وله ذرية بها، وفر قاتله إلى السطح، وخاف فألقى نفسه فهلك.

٥٦٤٤ - المسعود (٢):

صاحب اليمن الملك المسعود أقسيس ابن السلطان الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب.

جهزه أبوه فافتتح اليمن في أول سنة اثنتي عشرة، وقبض على سليمان الذي كان من بني عمهم، وتزوج بابنة جوزا من بنات الإسلام وأحبها، وحارب إمام الزيدية مرات، وتمكن وعمل نيابة الأمير عمر بن رسول الذي تملك اليمن من بعده، وتملك مكة. وكان شهمًا، شجاعًا، زعرًا، ظلومًا، وقمع الزيدية والخوارج. ولما سمع بموت عمه المعظم عزم على أخذ دمشق. وكانت أثقاله -على ما نقل أبو المظفر- في خمس مائة مركب ومعه ألف خادم ومائة قنطار عنبر وعود، ومائة ألف ثوب، ومائة صندوق مالًا، فقدم مكة، وقد أصابه فالج، ولما احتضر، قال: والله ما أرضى من مالي كفنًا، ثم بعث إلى فقير فقال: تصدق علي بكفن، ودفن بالمعلى.

قال: وبلغني أن أباه سر بموته، وكان يعسف التجار، ويشرب الخمر بمكة، ويرمي بالبندق عند البيت.

قال ابن الأثير: سار آتسز إلى مكة وهي لحسن بن قتادة العلوي من بعد أبيه، فأساء إلى أهلها، فحاربه ببطن مكة، فانهزم حسن، ونهب آتسز مكة وتعثروا.

مات في جمادى الآخرة، سنة ست وعشرين وست مائة، وخلف ولدًا، وهو الملك الصالح يوسف، عاش إلى بعد الأربعين وست مائة.

قال ابن خلكان: أطسيس، والعامة تقوله: أقسيس، وهي كلمة مركبة تفسيرها ما له اسم، ويقولون: من لا يعيش له ولد، فسمى ولده أطسيس عاش.


(١) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٢/ ٤٥٣"، والنجوم الزاهرة "٦/ ٢٧٥"، وشذرات الذهب لابن العماد "٥/ ١٢٦".
(٢) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٥/ ٨٢"، والنجوم الزاهرة "٦/ ٢٧٢"، وشذرات الذهب "٥/ ١٢٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>