للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥١٦ - ابن الجراح (١):

الأديب المنشئ تاج الدين يحيى بن منصور ابن الجراح المصري، صاحب الخط الأنيق، والترسل البديع.

خدم مدة، وروى عن السلفي، وله لغز: ماشي قلبه حجر، ووجه قمر، إن نبذ اعتزل البشر، وإن أجعته رضي بالنوى، وانطوى على الخوى، وإن أشبعته قبل القدم وصحب الخدم، وإن غلفته ضاع، وإن أدخلته السوق أبى أن يباع، وإن شددت ثانيه وحذفت رابعه كدر الحياة وخفف الصلاة وأحدث وقت العصر الضجر ووقت الفجر الخدر، وإن فصلته دعا لك وبقى، ما إن ركبته هالك وربما كثر مالك، وأحسن بعون المساكين مآلك.

قوله: قلبه حجر أي جلمد، والمساكين أهل السفينة في البحر.

توفي في شعبان، سنة ست عشرة وست مائة، وله خمس وسبعون سنة.

٥٥١٧ - اليونيني (٢):

الزاهد العابد أسد الشام الشيخ عبد الله بن عثمان بن جعفر اليونيني.

كان شيخًا طويلًا مهيبًا شجاعًا حاد الحال، كان يقوم نصف الليل إلى الفقراء، فمن رآه نائمًا وله عصا اسمها العافية ضربه بها، ويحمل القوس والسلاح، ويلبس قبعًا من جلد ماعز بصوفه، وكان أمارًا بالمعروف لا يهاب الملوك، حاضر القلب، دائم الذكر، بعيد الصيت. كان من حداثته يخرج وينطرح في شعراء يونين فيرده السفارة إلى أمه، ثم تعبد بجبل لبنان، وكان يغزو كثيرًا.

قال الشيخ علي القصار: كنت أهابه كأنه أسد، فإذا دنوت منه وددت أن أشق قلبي وأجعله فيه.

قيل: إن العادل أتى والشيخ يتوضأ، فجعل تحت سجادته دنانير، فردها وقال: يا أبو بكر كيف أدعو لك والخمور دائرة في دمشق، وتبيع المرأة وقية يؤخذ منها قرطيس? فأبطل ذلك.

وقيل: جلس بين يديه المعظم، وطلب الدعاء منه، فقال: يا عيسى، لا تكن نحس مثل أبيك، أظهر الزعل، وافسد على الناس المعاملة.


(١) ترجمته في وفيات الأعيان "٦/ ترجمة ٨١٠"، وشذرات الذهب لابن العماد "٥/ ٧١، ٧٢".
(٢) ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٥/ ٧٣ - ٧٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>