حكى الشيخ عبد الصمد، قال: والله مذ خدمت الشيخ عبد الله، ما رايته استند ولا سعل ولا بصق.
قد طولت هذه الترجمة في "التاريخ الكبير" وفيها كرامات له ورياضات وإشارات، وكان لا يقوم لأحد تعظيمًا لله ولا يدخر شيئًا؛ له ثوب خام، ويلبس في الشتاء فروة، وقد يؤثر بها البرد، وكان ربما جاع ويأكل من ورق الشجر.
قال سبط الجوزي: كان الشيخ شجاعًا، ما يبالي بالرجال قلوا أو كثروا، وكان قوسه ثمانين رطلًا، وما فاتته غزاة. وقيل: كان يقول للشيخ الفقيه تلميذه: في وفيك نزلت: ﴿إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ [التوبة: ٣٤].
توفي في ذي الحجة، سنة سبع عشرة وست مائة، وهو صائم، وقد جاوز ثمانين سنة، رحمه الله تعالى.
ولأصحابه فيه غلو زائد، وقد جعل الله لكل شيء قدرًا، والشيخ أبو عمر أجل الرجلين.