للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٧٣ - المعتمد على الله (١٧٤)

الخليفة أبو العباس وقيل: أبو جعفر أحمد بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم أبي إسحاق بن الرشيد الهاشمي العباسي السامري وأمه رومية اسمها فتيان.

ولد سنة تسع وعشرين ومائتين.

قال ابن أبي الدنيا: كان أسمر رقيق اللون أعين جميلاً خفيف اللحية.

قلت: استخلف بعد قتل المهتدي بالله في سادس عشر رجب سنة ست وخمسين ومائتين.

وقدم موسى بن بغا بعد أربعة أيام إلى سامراء وخمدت الفتنة وكان في حبس المهتدي بالجوسق فأخرجوه وبايعوه فضيق المعتمد على عيال المهتدي واستعمل أخاه أبا أحمد الموفق على سائر المشرق وعقد بولاية العهد لابنه جعفر ولقبه المفوض إلى الله واستعمله على مصر والمغرب وانهمك في اللهو واللعب واشتغل عن الرعية فكرهوه وأحبوا أخاه الموفق.

وفي رجب أيضاً استولت الزنج على البصرة والأبلة والأهواز وقتلوا وسبوا وهم عبيد العوام وغوغاء الأنذال الملتفين على الخبيث وقام بالكوفة علي بن زيد العلوي واستفحل أمره وهزم جيش الخليفة وظهر أخوه حسن بن زيد بالري فسار لحربه موسى بن بغا وحج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور العباسي ونودي على صالح بن وصيف المختفي من جاء به فله عشرة آلاف دينار فاتفق أن غلاماً دخل درباً فرأى باباً مفتوحاً فمشى في الدهليز فرأى صالحاً نائماً فعرفه فأسرع إلى موسى بن بغا فأخبره فبعث جماعة أحضروه وذهبوا به مكشوف الرأس إلى الجوسق فبدره تركي من ورائه فأثبته واحتزوا رأسه قبل مقتل المهتدي بيسير فقال: رحم الله صالحاً فلقد كان ناصحاً.

وأما الصولي: فقال: بل عذبوه في حمام كما هو فعل بالمعتز حتى أقر بالأموال ثم خنق.

وقتلت الزنج بالأبلة نحو ثلاثين ألفاً فحاربهم سعيد الحاجب ثم قووا عليه وقتلوا خلقاً من جنده وتمت بينهم وبين العسكر وقعات.


(١٧٤) ترجمته في تاريخ بغداد (٤/ ٦٠)، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي (١/ ٦٤)، والوافى بالوفيات (٦/ ٢٩٢)، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (٢/ ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>