بسر من رأى إمام عدل … تغرف من بحره البحار
يرجى ويخشى لكل خطب … كأنه جنة ونار
الملك فيه وفي بنيه … ما اختلف الليل والنهار
لم تأت منه اليمين شيئا … إلا أتت مثلها اليسار
فدحا بها إلي، وقال: خذها، لا بارك الله لك فيها.
قال الخطيب: ورويت هذه للبحتري في المتوكل.
وعن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل بقصيدة، فوصله بمائة وعشرين ألفًا وثياب.
قال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفًا بقبيحة لا يصبر عنها. فوقفت له وقد كتبت على خدها بالغالية: "جعفر"، فتأملها، ثم أنشأ يقول:
وكاتبة بالمسك في الخد جعفرا … بنفسي محط المسك من حيث أثرا
لئن أودعت سطرًا من المسك خدها … لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا
وفي أول خلافته كانت الزلزلة بدمشق، سقط شرفات الجامع، وانصدع حائط المحراب، وهلك خلق تحت الردم، دامت ثلاث ساعات، وهرب الناس إلى المصلى يستغيثون.
وقال أحمد بن كامل في "تاريخه": ومات تحت الهدم معظم أهلها، كذا قال، وامتدت إلى الجزيرة، وهلك بالموصل خمسون ألفًا، وبأنطاكية عشرون ألفًا، وبلي ابن أبي دؤاد بالفالج.
وفي سنة ٢٣٤: أظهر المتوكل السنة، وزجر عن القول بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الأمصار، واستقدم المحدثين إلى سامراء، وأجزل صلاتهم، ورووا أحاديث الرؤية والصفات، ونزع الطاعة محمد بن البعيث نائب أذربيجان وأرمينية، فسار لحربه بغا الشرابي، ثم بعد فصول أسر.
وفي سنة ٢٣٥: ألزم المتوكل النصارى بلبس العَسَلِي.
وفي سنة ست: أحضر القضاة من البلدان ليعقد بولاية العهد لبنيه: المنتصر محمد، ثم للمعتز، ثم للمؤيد إبراهيم. وكانت الوقعة بين المسلمين والروم، ونصر الله.
وفي سنة ست وثلاثين: هدم المتوكل قبر الحسين ﵁ فقال البسامي أبياتًا منها: