أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا … في قتله فتتبعوه رميما
وكان المتوكل فيه نصب وانحراف فهدم هذا المكان وما حوله من الدور، وأمر أن يزرع، ومنع الناس من انتيابه.
قال ابن خلكان: هكذا قاله أرباب التواريخ، وفي سنة سبع قتلت الأمراء عامل أرمينية يوسف، فسار لحربهم بغا الكبير، فالتقوا، وبلغت المقتلة ثلاثين ألفًا. وعفى قبر الشهيد الحسين وما حوله من الدور. فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان، وهجته الشعراء كدعبل وغيره، وبعث المتوكل إلى نائبه بمصر، فحلق لحية قاضي القضاة محمد بن أبي الليث، وضربه، وطوف به على حمار في رمضان، وسجن، وكان ظلومًا جهميًّا ثم ولي القضاء الحارث بن مسكين، فكان يضربه كل حين عشرين سوطًا ليؤدي ما وجب عليه، فإنا لله.
وغضب المتوكل على أحمد بن أبي دؤاد، وصادره، وسجن أصحابه، وحمل ستة عشر ألف ألف درهم، وافتقر هو وآله. وولى يحيى بن أكثم القضاء، وأطلق من تبقى في الاعتقال ممن امتنع من القول بخلق القرآن، وأنزلت عظام أحمد بن نصر الشهيد، ودفنها أقاربه، وبنى قصر العروس بسامراء، وأنفق عليه ثلاثون ألف ألف درهم. والتمس المتوكل من أحمد بن حنبل أن يأتيه، فذهب إلى سامراء ولم يجتمع به، استعفى، فأعفاه، ودخل على ولده المعتز، فدعا له.
وفي سنة ثمان وثلاثين، عصى متولي تفليس، فنازلها بغا، وقتل متوليها، وأحرقها، وفعل القبائح، وافتتح عدة حصون.
وفي سنة ٢٣٩ غزا يحيى بن علي الأرمني بلاد الروم حتى قرب من القسطنطينية، وأحرق ألف قرية، وسبى عشرين ألفًا، وقتل نحو العشرة آلاف، وعزل يحيى بن أكثم من القضاء، وأخذ منه أربعة آلاف جريب، ومائة ألف دينار.
وفي سنة أربعين فيها سمع أهل خلاط صيحة من السماء مات منها جماعة كثيرة.
وفي سنة ٢٤١: ماجت النجوم، وتناثرت شبه الجراد أكثر الليل، فكان ذلك آية مزعجة.
وفيها خرج ملك البجاة، وسار المصريون لحربه، فحملوا على البجاة، فنفرت جمالهم، وكانوا يقاتلون، ثم تمزقوا، وقتل خلق، وجاء ملكهم بأمان إلى المتوكل، وهم يعبدون الأصنام.