للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: وخطب له باليمن، وبرقة، وتوزر، وإلى بلاد الترك، ودانت له الملوك، وكان يطلب ابن الجوزي، ويأمره أن يعظ بحيث يسمع، ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعف بدولته الرفض ببغداد وبمصر وظهرت السنة، وحصل الأمن، ولله المنة.

وللحيص بيص فيه:

يا إمام الهدى علوت عن الجو … د بمالٍ وفضّةٍ ونضار

فوهبت الأعمار والأمن والبل … دان في ساعةٍ مضت من نهار

فبماذا نثني عليك وقد جا … وزت فضل البحور والأمطار

إنّما أنت معجزٌ مستقلٌّ … خارقٌ للعقول والأفكار

جمعت نفسك الشّريفة بالبأ … س وبالجود بين ماءٍ ونار

مات المستضيء في شوال سنة خمس وسبعين وخمس مائة وبايعوا بعده ولده الناصر لدين الله.

ومن حوادث أيامه: خرج صلاح الدين بالمصريين، فأغار بغزة وعسقلان على الفرنج، وافتتح قلعة أيلة، وسار إلى الإسكندرية، وسمع من السلفي.

وخرج ملك الخزر من الدربند، وأخذ مدينة دوين، وقتل بها من المسلمين ثلاثين ألفًا.

وظهر بدمشق مغربي شيطان ادعى الربوبية، فقتل.

وفي سنة ٦٧ أمسك الوزير ابن رئيس الرؤساء.

قال ابن الجوزي: وعظت بالحلبة في رمضان، فقطعت شعور مائة وعشرين نفسًا.

وفيها هلك العاضد آخر خلفاء العبيدية بمصر، وخطب قبل موته بثلاث للمستضيء العباسي -ولله الحمد- فزينت بغداد، وعمل صلاح الدين للعاضد العزاء، وأغرب في الحزن والبكاء، وتسلم القصر بما حوى، واحتيط على آل القصر، وأفردوا بموضع، ومنعوا من النساء؛ لئلا يتناسلوا وقدم أستاذ دار المستضيء صندل الخادم رسولًا في جواب البشارة، فلبس نور الدين الخلعة: فرجية، وجبة، وقباء، وطوق ألف دينار، وحصان بسرج مثمن، وسيفان، ولواء، وحصان آخر بجنب وقلد السيفين، إشارة إلى الجمع له بين مصر والشام. ونفذ إلى صلاح الدين تشريف نحو ذلك ودونه، معه خلع سود لخطباء مصر، واتخذ نور الدين الحمام، ودرجت على الطيران.

<<  <  ج: ص:  >  >>