للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أينا لم يظلم وانشتنهم رسولهم الكريم من هذا اليأس حين وضح لهم أن هذه الكلمة، تبين أن المراد بالظلم في هذه الآية الكريمة هو الشرك١.

ونزلت الأوامر مجملة بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففصل هذا الإجمال بسنته القولية أحيانًا وبسنته العملية كثيرًا، ولولا هذا البيان ما استطاعوا أن ينفذوا أمر الله تعالى بذلك.

ونزلت بعض الآيات الكريمة تحمل أحكامًا عامة، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فخصص هذا العموم، قال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} ٢، فقال صلى الله عليه وسلم "لا يرث القاتل"٣، وقال: "لا نورث، ما تركنا صدقة"٤.

وجاءت بعض الآيات الكريمة بأحكام مطلقة، فجاءت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيدتها، قال تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} ٥ وقيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الوصية بالثلث٦، ولا تكون لوارث٧.

بالإضافة إلى ذلك فقد جرت السنة بأحكام أخرى، غير توضيح المبهم، وتفصيل المجمل، وتخصيص العام، وتقييد المطلق؛ فحرمت مثلًا الجمع بين المرأة وعمتها، أو خالتها٨. وحرمت أكل كل ذي ناب من


١ في رحاب السنة: الكتب الصحاح الستة د. محمد أبو شهبة. مجمع البحوث الإسلامية "الكتاب الثامن" ١٣٨٩هـ - ١٩٦٩م ص١٠.
٢ النساء: ١١.
٣ سنن الترمذي جـ٤ ص٤٢، "طبعة مصطفى البابي الحلبي".
٤ صحيح البخاري جـ٨ ص١٨٥ "طبعة دار الشعب".
٥ سورة النساء: ١١.
٦ سنن النسائي جـ٦ ص٢٤١ - ٢٤٥ المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة.
٧ سنن الترمذي جـ٤ ص٤٣٣.
٨ مصنف عبد الرزاق جـ٦ ص٢٦٣ - سنن النسائي جـ٦ ص٩٦ - ٩٨.

<<  <   >  >>