للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان للأئمة الأربعة وغيرهم هذه الصفة التي أهلتهم لأن يأخذوا بأحاديث ويحكموا بصحتها، ويتركوا أحاديث أخرى، لأن رواتها ليسوا على درجة من العدالة، أو الضبط١.

١٢٧- ٤- وجود الصلاح والتقوى والورع والزهد فيهم وطهارة الخلق وسخاء النفس. وهذا يجعلنا نطمئن إلى أحكامهم في توثيق الأحاديث، وأنهم لا يبتغون بهاعرضًا من أعراض الدنيا وقد زهدوا فيها، ولا تصدر عن إحن شخصية وقد برأهم الله منها٢.

١٢٨- ٥- كانوا أصحاب عقل سديد، ومنطق حسن وبراعة في الفهم٣، وهذا أعانهم على اكتشاف العلل الموغلة في الخفاء من الأحاديث.

١٢٩- ٦- وكانت فيهم جرأة في الحق لا يخافون في الله لومة لائم ولا يبتغون جاهًا عند سلطان أو يرهبونه، فلا تصدر عنهم الأحكام رغبة في هواه أو يخفونها خوفًا من بطشه. وقد ذكر ابن أبي حاتم مواقف مشهورة لكثير منهم، وقفوا فيها مع الحق، حتى ولو أغضب ذلك حاكمًا أو خالف ما يدعو إليه٤. وقد بلغ الأمر بأبي حنيفة أنه عد من يغشى السلطان طائعًا غير جدير بقبول روايته والسبب في ذلك كما يقول: "أما إني لا أقول إنهم يكذبون، أو يأمرونهم

بما لا ينبغي، ولكن وطأوا لهم حتى انقادت العامة


١ عبد الرحمن بن أبي حاتم ص١٨٨ - الطبقات السنية جـ١، ص١١١ - الإمام محمد بن الحسن، ص٣٥١ - آداب الشافعي ص١٨٥، ١٩٥ - ١٩٦، ٢٠١، ٢٠٣، ٢٠٤، ٢٠٥، ٢٢٣ - ٢٢٤، ٣٠٥، ٣٠٧.
٢ عبد الرحمن بن أبي حاتم ١٨٩ - آداب الشافعي: ص٩١، ١٠١ - ١٠٦ حياة الإمام أبي حنيفة: السيد عفيفي -القاهرة ١٣٥٠- المكتبة السلفية ص٧٠ - ٩٠ - مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي "٧٤٨هـ" تحقيق محمد زاهد الكوثري، وأبي الوفا الأفغاني -لجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر أباد بالهند ص٩ - ١٠، ١٢ - ١٧، ٢٥ - ٢٧، ٤٢ - ٤٨، ٥٥.
٣ عبد الرحمن بن أبي حاتم ١٨٩ - حياة الإمام أبي حنيفة، ص٩١ - ١٠٧ - آداب الشافعي، ص: ١٢٩ - ١٣٠.
٤ عبد الرحمن بن أبي حاتم ص١٨٩ - حياة الإمام أبي حنيفة، ص٧٠ - ٧١ آداب الشافعي: ص٧٨، ١٨٩ - ١٩١.

<<  <   >  >>