يعرض السكاكي لضرورة الفصل بين الجملتين اللتين بينهما اتحاد بحكم التآخي، فيتدرج بالفكرة إلى أن يصل بالقارئ إلى أن الفصل لا بد أن يقع بين هاتين الجملتين ليستقيم المعنى، يقول:
١- الإعراب صنفان: صنف ليس بتبع، وصنف تبع، والصنف الثاني منحصر في البدل والوصف والبيان والتأكيد، وإتباع الثاني الأول في الإعراب.
٢- وفي هذه التوابع، يقرر أئمة النحو أن المتبوع في نوع البدل في حكم المنحى والمضروب عنه، وفي الوصف والبيان، التابع فيها هو المتبوع، فالعالم في "زيد العالم عندك" ليس غير زيد، وعمرو في "أخوك عمرو عندي" ليس غير "أخوك"، ونفسه في "جاء خالد نفسه" ليس غير خالد.
٣- ولأن حرف "الواو" يستدعي معناه أن لا يكون معطوفه هو المعطوف عليه، لامتناع أن يقال "جاء زيد وزيد" وأن يكون زيد الثاني هو زيد الأول. حصل لك سبب ترك العطف في هذا الصنف من الجمل، فالفصل في جمل البدل لفوات شرط حكم "الواو" وفي جمل الوصف