للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[ثالثا: تلخيص القزويني وشرح السبكي]

[أولا: تلخيص القزويني]

...

[أولا: تلخيص القزويني]

- شبه كمال الانقطاع وشبه كمال الاتصال:

لخص القزويني تلخيص السكاكي، هذه هي القضية، وخالفه في قشور ورد في مسائل جانبية، فلا مبرر لاستعراض ما فعل، ويكفي أنني اضطررت إلى عرض الفصل والوصل كاملا عند السكاكي لأنه الأصل الذي اعتمد عليه القزويني ومن جاء بعده، والقزويني هو صاحب مصطلح "شبه كمال الانقطاع"، و"شبه كمال الاتصال" فلم يخرج في تعريف كمال الاتصال وكمال الانقطاع عما ذكره السكاكي١، ولم يخرج في تعريف التوسط بين الكمالين عما قاله السكاكي أيضا٢، وفي أثناء حديثه عن مبررات الفصل يقول في "التلخيص" "فإن كان للأولى حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية فالفصل، نحو "وإذا خلوا" لم تعطف "الله يستهزئ بهم" على "قالوا" لئلا يشاركه في الاختصاص بالظرف كما مر، وإلا، فإن كان بينهما كمال الانقطاع بلا إيهام أو كمال الاتصال أو "شبه أحدهما" فكذلك، وإلا، فالوصل٣.

وهذا النص يشرحه في كتابه "الإيضاح" بقوله: "وإن لم يكن للأولى حكم، كما سبق، فإن كان بين الجملتين كمال الانقطاع وليس في الفصل إيهام خلاف المقصود كما سيأتي، أو كمال الاتصال أو كانت الثانية بمنزلة المنقطعة عن الأولى، أو بمنزلة المتصلة بها، فكذلك يتعين الفصل"١.

في "التلخيص" لم يذكر القزويني مصطلح "شبه كمال الانقطاع" أو "شبه كمال الاتصال"، واستعمل مصطلح السكاكي قائلا "أما كون الجملة الثانية كالمنقطعة عن الأولى فلكون عطفها عليها موهما عطفها على غيرها، ويسمى الفصل بذلك قطعا"٥، وكذلك في ذكر الحال المقتضية لشبه كمال الاتصال


١ تلخيص المفتاح ص٣٠ من شروح التلخيص الجزء الثالث، ط السعادة ٣٤٣هـ، الطبعة الثانية.
٢ تلخيص المفتاح ٣١.
٣ تلخيص المفتاح ٦٩.
٤ الإيضاح ٢٤٩ تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتاب اللبناني ١٩٨٠م، الخامسة.
٥ التلخيص ٥٠ الجزء الثالث من شروح التلخيص.

<<  <   >  >>