١- يقسم السكاكي الجمل إلى قسمين "جمل لها محل من الإعراب" وأخرى "لا محل لها من الإعراب"، ويبين أن عطف جملة على ما لها محل من الإعراب ليس مشكلا، إنما المشكل أن تعطف جملة على أخرى لا محل لها من الإعراب.
٢- وسهولة العطف بحروف العطف جميعا تتحقق من اتباع ثلاثة أصول هي: معرفة الموضع الصالح له حرف العطف، ومعرفة فائدة هذا الحرف في ربط الجملتين -إذا كان الفاء أو ثم أو حتى أو بل ... إلخ - ومعرفة كونه مقبولا في مكانه لا مردودا - واتباع هذه الأصول مع الواو يحتاج إلى بصر بالحاجة إلى الوصل بها أو طرحها.
٣- وإذا كان كل واحد من وجوه الإعراب دالا على معنى كما تشهد لذلك قوانين علم النحو، فإن فائدة الواو هي مشاركة المعطوف والمعطوف عليه في ذلك المعنى، وشرط كون العطف بالواو مقبولا أن يكون بين المعطوف والمعطوف عليه جهة جامعة، بخلاف نحو: الشمس ومرارة الأرنب، وسورة الإخلاص والرجل اليسرى من الضفدع.
٤- سبب دقة مسلك الوصل بين الجمل التي لا محل لها من الإعراب أن الأصول الثلاثة السابقة في شأنه غير ممهدة، وهذا ما جعل أئمة علم الأصول يقصرون البلاغة على معرفة الفصل والوصل.