{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} "١".
{وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} "٢".
{الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} "٣".
{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} "٤".
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} "٥".
{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} "٦".
وتتنوع الإيقاعات بين الشدة والرخاوة في قوله تعالى في سورة "المرسلات"، وفيها يجتمع حرفا المد، الواو والياء، ليصورا غرضين متضادين، يصوران استمهالا للمكذبين وما سيلقونه من جحيم ويصوران ما وعد المحسنون وما سينالونه من نعيم، نعيم متطاول ممدود، ومع العذاب عنف ومع النعيم لين، يقول تعالى:
{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} "٣٩".
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} "٤٠".
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} "٤١".
{وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} "٤٢".
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} "٤٣".
{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} "٤٤".
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} "٤٥".
{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ} "٤٦".
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} "٤٧".
والذي يهمني أن أشير إليه هنا -بإيجاز- أن الفصل والوصل استخدم في ربط تلك النغمات بعضها ببعض، واستخدم أيضا في فصل بعضها عن بعض، وهو في ذلك لا يختلف عما يقوم به في فصل المفردات والجمل أو وصلها. فقد يأتي الإيقاع الثاني مفصولا عن الأول ليوضحه ويبينه، وقد يكون موصولا به لاختلافه عنه وارتباطه به في نفس الوقت، وهكذا ...
ثم تضاف عناصر أخرى خاصة بطبيعة الإيقاع الصوتي، كالقصر والطول، والثبات والتغير، والاطراد والتنوع، وهذه لها ما لها من أثر في الإيقاع وفي