ابتدأت بها كلاما بغير ألف ... " وله حديث آخر عن "ألف الفصل" ويقصد بها الألف التي تزاد بعد واو الجمع مخافة التباسها بواو النسق في مثل "ردوا، وكفروا" يقول " ... ألا ترى أنهم لو لم يدخلوا الألف بعد الواو ثم اتصلت بكلام بعدها ظن القارئ أنها "كفر وفعل" و"رد وفعل" فحيزت الواو لما قبلها بألف الفصل، ولما فعلوا ذلك في الأفعال التي تنقطع واوها من الحروف قبلها نحو "ساروا وجاءوا" فعلوا ذلك في الأفعال التي تتصل واوها بالحروف قبلها نحو "كانوا وباتوا" ليكون حكم هذه الواو في كل موضع حكما واحدا"١.
وفي النحو يبرز "الفصل والوصل" في درس العطف والتوكيد وعطف البيان والحال وضمائر الفصل وضمائر الوصل وأنواع الجمل وأدوات الربط ومعاني الحروف وغير ذلك من ضوابط.
أما علم القراءات فهو عماد "الفصل والوصل". وهو العلم الذي أعار المصطلح للبلاغة لأن المجال متصل، ما كتب يحتاج إلى الفصل أو الوصل ليقرأ بعيدا عن اللبس، وليفهم ويتذوق بعيدا عن الغموض والجفاف.
وسنعرض الآن كيف كان علم القراءات مصدرا لمصطلح "الفصل والوصل" وماذا حدث له حين انتقل إلى الدرس البلاغي.
١ ابن قتيبة، أدب الكاتب، ١٨٩ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ط٤، ١٩٦٣م.