للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حكم واو الحال"١، وكذلك "واو" {لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ} ٢.

"هـ" الواو لتوكيد معنى النفي:

في قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ} ٣. يقول الزمخشري: "إذا وقعت الواو في النفي قرنت بها لتأكيد معنى النفي"٤.

" الوصل بالواو لإثبات بشرية المسيح وعبوديته:

وذلك في قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} ٥. فعطف {مَنْ فِي الْأَرْضِ} على المسيح، لأنهما من جنسهم، لا تفاوت بينهما وبينهم في البشرية٦.

" حكم الشرع يقتضي الوصل بـ "الواو" دون "أو":

في قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} ٧، فالعطف بالواو، كما جاء بالواو في قولك للجماعة: "اقتسموا هذا المال، وهو ألف درهم: درهمين درهمين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة" ولو ذهبت تقول: اقتسموا هذا المال درهمين درهمين، أو ثلاثة ثلاثة أو أربعة أربعة -علمت أنه لا يسوغ لهم أن يقتسموا إلا على أحد أنواع هذه القسمة، وليس أن يجمعوا بين أنواع القسمة الذي دلت عليه الواو،


١ الكشاف ١/ ٣٧٩.
٢ البقرة: ٢٦٦ الكشاف ١/ ٣٩٦.
٣ فاطر ١٩.
٤ الكشاف ٣/ ٣٠٦.
٥ المائدة: ٧٢.
٦ الكشاف ١/ ٦٠١.
٧ النساء: ٣.

<<  <   >  >>