للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنى الاستعلاء. و"كتاب الله" في قوله "فأقمْ فيّ كتاب الله" يراد به الحكم، فهو يوجب "في" بمعنى الاستقرار فيه، وكونه ظرفا مستقرا فيه أحكام الله ... " i

١٦١- حديث (ليس في الخَضْراوات صَدَقة) ii.

قال ابن فلاح iii في المغني: "فَعْلاء أفعْل نحو حمراء وصفراء لا يجمع بالألف والتاء، كما لم يجمع مذكرّها بالواو والنون، لأن المؤنث تابع للمذكر في الجواز والمنع، ولأن الصفة ثقيلة لكونها مشتقة من الفعل، وهذا الجمع ثقيل، فجمعها يوجب زيادة في الثقل، فلذلك رفض جمعها. قال: وأما "الخضراوات" في هذا الحديث فإنه كالاسم، إذ كان صفة غالبة لا يذكر معها الموصوف". انتهى.

وقال ابن الأثير في النهاية: "قياس ما كان على هذا الوزن من الصفات أن لا يجمع هذا الجمع، وإنما يجمع به ما كان اسماً لا صفة نحو: صحراء وخنفساء. قال: وإنما جمع هذا الجمع لأنه قد صار اسماً لهذه البقول لا صفة. تقول العرب لهذه البقول "الخضراء" لا تريد لونها. قال: ومنه الحديث "أتي بقدر فيها خَضِرات"iv بكسر الضاد، أي بقول، واحدها خضِرَة"v.

وقال الرضي: "أجاز ابن كيسان جمع فَعْلاء أفْعل وفَعْلى فَعْلان بالألف والتاء، ومنعه الجمهور. فإن غلبت الاسمية على أحدهما جاز اتفاقا كقوله عليه السلام: "ليس في الخضراوات صدقة"vi.

١٦٢- حديث (اطلبوا العلم ولو بالصين) vii.

قال الرضي: "قد تدخل الواو على أن المدلول على جوابها بما تقدم، ولا تدخل إلا


i شرح مشكاة المصابيح ج١ ورقة ٢٣٣.
ii١٦١- سنن الدارقطني ٢/٩٥ باب ليس في الخضراوات صدقة. وقد ضعّفه أبو الطيب العظيم آبادي في التعليق المغني على الدارقطني. كما ضعّفه الترمذي- باب ما جاء في زكاة الخضراوات برقم ٦٣٣. ورواه السيوطي في الجامع الكبير ١/٦٨٢ واستشهد به المبرد في المقتضب ٢/٢١٧، وابن يعيش في شرح المفصل ٥/٦١.
iii منصور بن فلاح بن محمد، أبو الخير، تقي الدين نحوي يمني. من مؤلفاته الكافي في أصول الفقه، والمغني في النحو أربع مجلدات. توفي سنة ٦٨٠ هـ. الأعلام ٧/٣٠٣.
iv البخاري- كتاب الآذان باب ما جاء في الثوم ٢/ ٣٣٩.
v النهاية في غريب الحديث ٢/ ٤١.
vi شرح الكافية ٢/١٨٧.
vii الحديث ضعِّفه الشيخ الألباني- انظر ضعيف الجامع الصغير برقم ١٠٠٥، ١٠٠٦. مشكاة المصابيح بتحقيق الألباني- برقم ٢١٨ الحاشية.